الرئيسية » المقالات » ولنا رأي [صلاح حبيب]: هل ينفع هذا الخبز لأكل الإنسان؟!

ولنا رأي [صلاح حبيب]: هل ينفع هذا الخبز لأكل الإنسان؟!

صلاح حبيب

كانت أزمة الخبز واحدة من المشاكل التي لازمت العديد من الحكومات السودانية، بل كانت واحدة من أدوات التغيير بسبب الشح أو الانعدام، ففي حكومة الإنقاذ كانت المشكلة مستعصية منذ بداية الحكومة وكان الخبز يوزع عبر اللجان الشعبية مع تحديد أفراد الأسرة لمنح الواحد منهم ثلاث أرغفة في اليوم، ولكن الحال تبدل من شح إلى وفرة وأصبح الجنيه السوداني يمنحك مايقارب التسع رغيفات ولكن هذا الحال لم يستمر طويلا، حيث تراجع العدد حتى وصل اثنين جنيه ولكنه متوفر إلى أن جاءت الأيام الأخيرة من حكم الإنقاذ، فأصبح الحصول على رغيفة من المستحيلات وإذا لم تخرج قبل صلاة الصبح، فلن تتمكن من الحصول على عدد مقدر من الخبز. 

استمر الحال حتى سقط نظام الإنقاذ وكان الخبز واحدًا من أسباب سقوطها، ثم جاءت ثورة ديسمبر المجيدة، فظن الكثير من المواطنين أن الوضع سيكون أكثر انفراجًا ولكن تحول من سيئ إلى أسوأ وظلت الأسر تخرج قبل صلاة الصبح تنتظر أمام شبابيك المخبز للحصول على أرغفة محددة. 

إن شح الخبز أو انعدامه أدى إلى العديد من المشاكل بين المواطنين، بل راح ضحية ذلك عدد منهم بسبب الخلاف في الحجز على الطابور. 

السيد وزير التجارة الأستاذ مدني عباس مدني وعد بحل المشكلة خلال أيام، لكن للأسف ازدادت المعاناة وجاءت فكرة خلط الدقيق بالذرة لتوفيره ثم الميزان حتى يتمكن المواطن من الحصول على حصته كاملة بعد أن تدني حجم القطعة. 

نجح والي ولاية الخرطوم من خلال الميزان، لكن للأسف إن الخبز الذي يتناوله المواطن الآن لا ينفع إلا لطعام الحيوانات ولكن نظرَا للحالة التي يعاني منها المواطن قبل بهذا الخيار فتوفر الخبز المدعوم بعدد كبير من المخابز ولكن اضطرارا قبلنا به لأن الخبز التجاري لن تستطيع عليه الأسر الفقيرة أو الكبيرة، فالخبز التجاري لن تستطيع الأسرة شرائه، مليون جنيه لن تكفي الأسرة الواحدة، لأن القطعة التي كان ثمنها جنيه الآن أصبحت بعشرين جنيه وحتى الخبز التجاري لايوجد هناك فرق كبير في الحجم، طالما أصحاب المخابز رفعوا الثمن إلى عشرين للقطعة الواحدة، فمن المفترض أن يكون رغيفًا محسنًا مع زيادة الوزن، لكن كل هذا لم يحدث بل تراجع الحجم واللون، فانعدام الضمير السوداني خاصة لدى التجار عمدوا على خلط التجاري بالذرة فلم يكن هناك فرق ببن التجاري والمدعوم، لذا يجب على وزير التجارة أن يرفع من قدر المواطن وأن يعيد له إنسانيته من خلال الخبز، فالخبز الموجود الآن خاصة المدعوم حل المشكلة، لكن الأسر لن تأكل أكثر من عشرة في المائة منه، فيا وزير التجارة ويا والي ولاية الخرطوم أعيدوا للمواطن كرامته فأعطوه طعامًا ينفعه ولايضره، فالحياة أصبحت عصية عليه في كل السلع الاستهلاكية، اتقوا الله في هذا الشعب الذي صبر عليكم أملًا في العبور إلى آفاق أرحب وحياة كريمة.