الرئيسية » المقالات » ولنا رأي [صلاح حبيب]: هل فشل الإخوان فى مصر والسودان وتونس لاستعجالهم الحكم؟!!

ولنا رأي [صلاح حبيب]: هل فشل الإخوان فى مصر والسودان وتونس لاستعجالهم الحكم؟!!

حبيب

بدأ الربيع العربى اولا فى تونس وكان بوعزيزه شرارته حينما أشعل النار فى نفسه محتجا على الظروف المعيشية وبدأت الثورة التونسية، ولكن بوعزيزة هل كان عضوا فى حركة الاخوان المسلمين ام ان الاخوان هم من استفاد من الحريق وحركوا الشارع لتتم عملية التغيير بعد ذلك.
بالتأكيد العملية لم تكن خبط عشواء ولكن هناك أصابع أشعلت تلك الثورة مستفيدة من حريق بوعزيزة الإخوان فى تونس تحت قيادة الغنوشي الزعيم الروحي لجماعة الإخوان جاء من الخارج الى تونس على حصان ليتولى الحكم بعد أن تم التغيير وهروب الرئيس زين العابدين بن على.
ولكن بصورة اختلفت تماما عما جرى فى مصر وإخوان مصر كانوا ظاهرين فى عملية التغيير التي قادها الشباب ولكن استفاد الإخوان من التنظيم الذي ظل يحلم بحكم مصر منذ الراحل حسن البنا وسيد قطب مؤسس حركة الإخوان ،جرت الانتخابات وفاز الإخوان بنسبة كبيرة جدا من الأصوات وانتخب الدكتور محمد مرسي رئيسا لمصر.
الاخوان كانوا يحلمون بالحكم ولكن حينما جاءهم على طبق من ذهب استعجلوا فحاولوا أن يغيروا الحياة فى مصر بين ليلة وضحاها ،فمصر التي عاشت مئات السنين على الانفتاح السينما المسرح الغناء فليس من السهل أن يستجيبوا لما يريده الإخوان تطبيقه من حكم اسلامى وبدأت المؤامرة، فتم الانقلاب على الإخوان وزج برئيسهم الذي لم يحسن التصرف لاهو ولا قيادات الاخوان ولم يقرأوا المستقبل بعين فاحصة ،فقد الإخوان اكبر فرصة كان يمكن أن يعيدوا صياغة مصر بطريقتهم التي يريدونها لكن للأسف فشلوا فى ذلك وفشلوا فى الحفاظ على حكمهم وها هم إخوان تونس يركبون التونسية بعد أن هيمن الرئيس التونسي قيس سعيد على مقاليد الحكم فابعد الإخوان من البرلمان واقيل معظم قياداتهم والان تونس تعود لما كانت عليه قبل حكم الإخوان.
عدم إحسان التصرف والاستعجال على تنفيذ ما يريدون عجل بازالة حكمهم واصبح الاخوان فى تونس الان مطاردين ومنعوا من مغادرة تونس لذا فان الاخوان فى تونس وفى مصر لم يحسنوا التصرف على الرغم من وصولهم للسلطة بسهولة إلا أنهم استعجلوا.
وكذا الحال بالنسبة لإخوان السودان الذين حكموا اكثر من اخوان مصر وتونس وظلوا فى الحكم لثلاثين عاما الا ان تلك الفترة الطويلة لم يستفيدوا منها ففتحوا المجال الفاسدين واللصوص.
فاصبح الكل ينظر إليهم بأنهم تجار دين وكل الشعارات التي رفعوها لم يطبقوها لا على أنفسهم ولا على المجتمع، فبدأت المؤامرات من داخلهم حتى سقط النظام وفشلت التجربة التي كانوا يحلمون بها منذ فترة الستينات وهى الوصول الى سدة الحكم و العمل على تطبيق الحكم الشرعي.
الا ان الانتهازيين والفاسدين الذين أشركوهم كانوا السبب الاساسى فى ضياع حكمهم وفشل الإخوان فى كل من مصر وتونس والسودان فى الحكم الذى كان ينتظره الكثير من قياداتهم او من الذين كانوا يحلمون بالحكم الاسلامي ،فالاخوان الان فى تونس او مصر او السودان او فى اى دولة اخرى أصبحوا غير مرغوب فيهم ،فاستعجالهم الحكم دون التريث فى كيفية كسب شعوبهم هو الذي عجل بإزالة حكمهم.