قرأت قبل أيام عن إنشاء ثلاثة آلاف مركز للإشاعات تعجبت للذين قاموا بتلك المراكز ان كانت حقيقة وهل نحن في حاجة إلى تلك الكمية الكبيرة؟ ولمصلحة من تقام تلك الكمية، ان السودان بلد يضيع بسبب الجهل والتخلف ،ان الذين يقومون بإنشاء تلك المراكز لو وظفت أموالها فى التنمية لخرج السودان من الحالة الاقتصادية المتدنية التي يعيش فيها.
الاشاعة فى السودان اصبحت هي المسيطر على عقول الناس حتى البيع والشراء معتمد على تلك الاشاعات، فمثلا مجموعة من الصباح تنسج من خيالها أن سعر الدولار اليوم ٤٠٠ جنيه فكل زول فى السوق او فى البيت او مناطق الاغتراب يجزم بان الدولار اصبح ب٤٠٠ جنيه وجاء السعر نتيجة لتلك الشائعة ،لذا لا نستبعد ان يكون العدد حقيقة ولو كان خاطئ وتم نسجه من بنات افكار اناس جالسون فى مكاتب راقية لايهمهم ضياع السودان او رفعته.
لقد انطلقت الايام الماضية ان دولة الامارات العربية المتحدة اشترت ارض الفشقة من السودان وتحاول أن تبيعها إلى إثيوبيا لاقامة مشاريع فيها فانطلقت تلك الاشاعة كالهشيم في النار وبدأ الكيد للإمارات ومسؤوليها قبل أن يتم التحقق من صحة المعلومة من كذبها،ان دولة الامارات رأت من مبادرة تقدمت بها من أجل مصلحة السودان وإثيوبيا من اجل تهدئة التوتر القائم بين البلدين بسبب أراضي الفشقة ولكن رؤية الإمارات أنها تقدمت بمبادرة للسلطات السودانية والاثيوبية من أجل تنمية المنطقة ووقف حالة التوتر التى نشبت بينهما مؤخرا فإن رأت فيها خير تمضى للامام والا فلن يضيرها لو تركت الأمر.
ولكن الاشاعة صورت الإمارات كأنها عدو للسودان بينما دولة الإمارات مصدر خير لاستقرار المنطقة من خلال المقترح الذى تقدمت به وفيه مصلحة لكل الاطراف،ان الاشاعة فى السودان فعلا لها متخصصين ولا نستبعد ان تنشا مراكز داخل السودان او خارجه،لذا فان ابناء السودان هم من يقومون بهدم بلدهم بأيديهم ،فكيف يتآمرون على ضياع شعب ووطن من اجل مصلحة شخصية.
الاشاعة فى السودان لم تكن وليدة اليوم بل في كل الانظمة التي تعاقبت على حكم السودان هناك أصحاب مصلحة فى تدمير الوطن وهناك جهات تعمل من أجل ذلك ،ولكن الدولة لم توقف مروجي الاشاعات على الرغم من معرفتها بهم وحتى المراكز التى قيل أن عددهم فاق الثلاثمائة الف مركز وهذا رقم لايصدق.
ولو نظرنا فقط إلى مروجي اشاعة العملة تجد هناك جهات تقوم بهذا العمل حتى يرتفع الدولار وينضرب الاقتصاد السودانى،فى كل دول العالم هناك مسؤولين في الأجهزة الأمنية والشرطية يمكنها متابعة مروجي الاشاعات خاصة وان الاجهزة الذكية يمكن ان تحدد مكان مروجي الإشاعات وبكل سهولة يمكن الوصول إليهم ولو خارج البلد، ولكن البيروقراطية فى البلاد هى التي جعلت المروجين أكثر نفوذا من السلطة نفسها او من الاجهزة المعنية فمطلق الاشاعة لا رقيب عليه ولكن من بالسلطة ينتظر صدور القرار أو منح الاذن.
لذا نجد الاشاعة لن تتوقف عند الجهة الفلانية اوالعلانية،فانتشارها أسرع وأقوى ما لم يكون هناك رد فعل مغايير ،لقد نشط أصحاب الغرض الفترة الماضية بقتل كثير من رموز البلد فنانيين سياسيين او لاعبى كرة قدم وتنطلق الاشاعة بصورة واسعة جدا حتى تعدت أجزاء الوطن الداخلية إلى خارج البلاد وإلى الشخص الذي قتل من خلال تلك الاشاعة،ان وقف الإشاعة لا يتم إلا من خلال القبض على تلك المراكز وعلى مروجي الإشاعات.