الرئيسية » المقالات » ولنا رأي [صلاح حبيب]: متى نستفيد من مياه الامطار والفيضانات؟!!

ولنا رأي [صلاح حبيب]: متى نستفيد من مياه الامطار والفيضانات؟!!

حبيب

فى كل عام تعلن الدولة حالة الطوارئ بسبب فيضان النيل بل حتى المواطنين الذين يقطنون على ضفاف الانهار لم يتعظوا من السيول التى تجرف مناطقهم عاما بعد عام، والسبب انهم لم يتعظوا من السيول السنوية.
أن مشكلة الحكومة والشعب مشكلة واحدة وسنظل هكذا حتى يرث الله الأرض وما عليها ،العالم الان ينظر العالم الى حرب المياه القادمة ونحن نلاحظ ان سد النهضة الذى أقامته اثيوبيا وما افرزه من صراعات وخلافات بين اثيوبيا والسودان ومصر بسببه الذى يعتقد بأنه سوف يؤثر على كمية المياه التى يحتاج لها السودان ومصر.
فقبل أيام ازداد الصراخ بسبب الملئ الثانى لسد النهضة، وكادت ان تقوم حرب على إثيوبيا ،لانها عملت على الملأ دون استشارة السودان أو مصر.. ولكن حينما ننظر الآن نجد تدفق المياه بكميات كبيرة عكس ما كان يتوقعه السودان ومصر من هذا التدفق الكبير للفيضان الذي أثر على مناطق كبيرة من السودان.
مما أجبر عدد كبير من السكان على النزوح ،ولكن الدولة لم تضع تحوطات لتلك الفيضانات ولا المواطنيين اتعظوا من فيضانات العام السابق فظلوا فى مناطقهم حتى أجبرتهم الفيضانات على مغادرة المنطقة، فأهلنا بالفاو الآن يشكون من تدفق المياه الى غمرت مناطقهم بشدة واهلنا فى الشمالية ينتظرون ان يتدفق النهر بغزارة حتى يتركوا المناطق التي تغمرها المياه.
لذا فإن الفيضانات سنويا ولن تتوقف السيول عن الجريان لذا على الدولة ان تقيم مدن جديدة بديلا التي تغمرها المياه سنويا وعلى السكان الذين يقطنون تلك المناطق أن يستجيبوا لقرارات الحكومة والنزوح الى مناطق أكثر أمنا على ان تستفيد الدولة من المناطق التي تغمرها مياه الفيضان سنويا فى الزراعة وإقامة الغابات لكي لا تكون لنا مشكلة فى العام الذى يلى.
واذا نظرنا الى اهلنا فى شرق السودان خاصة كسلا نجد ان نهر القاش ومنذ عشرات السنين يغمر ارض كسلا ولكن حكومة كسلا وأهلها لم يفكروا فى إقامة مناطق آمنة بدلا من تلك التي يغمرها النهر سنويا.. فكسلا لم تسلم من فيضان القاش اطلاقا ورغما عن ذلك المواطنيين باقون فى مناطقهم وحكومة الولاية عاجزة عن الحل النهائى.
وكذا الحال عند اهلنا فى توتى فظل أهلها متمسكون بالأرض رغم ان الفيضان يهددها فى كل عام وإذا سلمت قالوا ترسنا البحر فهل تنجو مرة أخرى اذا فاض النيل من معدله السنوى؟ بالتاكيد اذا لم تضع الحكومة خطة فسوف ياتى عام وقد مسح الفيضان الأرض عن آخرها.
لذلك لابد ان تفكر الحكومة فى انشاء مناطق آمنة للسكان خاصة الذين يقطنون فى مناطق السيول والفيضانات وان تجبرهم على مغادرة المنطقة بالقوة حتى تتجه عملية البناء والاعمار بدلا من صرف أموال طائلة كل عام على السكان الذين يتضررون من فيضان النيل فمازال هناك متسع للتفكير.
فانظروا الى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي أزال قرى بأكملها وانشاء مدن جديدة تليق بكرامة المواطن المصرى ،الم تكن لنا عقول نفكر بها كما العقول التي يفكر بها رؤساء الدول الاخرى، بالتأكيد لنا عقول ولكن تنقصنا الشجاع فى اتخاذ القرار السليم، الخريف مازال فى بداياته فيجب ان نعمل على نقل المواطنين الذين يسكنون فى مجاري السيول الى مناطق امنة قبل ان تقع الكارثة.