على الرغم من توفر كل مقومات الاستثمار بالبلاد ونجاحه ولكن الغالبية العظمى من المستثمرين هربوا بأموالهم الى دول الجوار والسبب البيروقراطية وعدم توفر النافذة الواحدة والسماسرة ومطالبات الموظفين المستمرة(بالدفع) والا فلن تكمل معاملاتهم .
وحتى الذين بدأوا عملية الاستثمار واجهتهم مشاكل متعددة من الجهات المسؤولة، اتصل على احد المستثمرين الوطنيين الذي عاد للبلاد لاقامة مشروع للدواجن بمنطقة غرب امدرمان فى اتجاه الشمال وبالقرب من سجن الهدى، تحدث معى هذا المستثمر بالم شديد حيث صرف دم قلبه على مشروعه الذي يحاول من خلاله مساعدة البلاد و توفير الدواجن بأسعار تتناسب مع المواطنيين.
ولكن للأسف واجهته مشكلة الكهرباء التي تتكرر قطوعاتها مما أدى الى فقدانه العديد من الأطنان من الفراخ التي تسببت فيها القطوعات الكهربائية ،ان مشكلة الكهرباء واحدة من المشاكل التى تؤدى الى هجر المستثمرين البلاد على الرغم من تواصل أصحاب تلك المزارع مع الجهات المسؤولة فى الهيئة القومية للكهرباء سواء بالمكاتب الرئيسية او المكاتب الفرعية الموجود بالمنطقة وتواصلهم المستمر معهم ولكن استجابتهم ضعيفة مما ادى الى فقدانه تلك الكميات الكبيرة.
وما فقده هذا المستثمر من تلك الكميات المهولة من الفراخ التي تقدر بالأطنان بالتأكيد سيدفعه الى ترك المنطقة ونقل استثماراته الى اقرب دولة تحاول ان تحفظ له امواله ، اننا شعب يخرب وطنه بايديه خاصة الموظفين والعمال الذين يواجهون الجمهور ويتعاملون معهم وتعالى وما لم تدفع( فامورك) لن (تنقضي).
لا ندرى ما الذى جرى للمواطن السودانى ولماذا لا تتدخل الجهة المسؤولة عن اولئك العمال او الموظفين ومعاقبة كل من تلكأ فى عمله أو حاول استغلال وضعه الوظيفي او حاول أن يبتز كل من يرغب فى الاستثمار، لذا فما لم تكون هناك إدارات قوية لحسم صغار الموظفين والعمال وحتى الكبار الذين لايقومون بواجبهم تجاه المستثمرين الاجانب او المحليين،ان المزارع الواقعه بالكيلو ثمانية او عشرة او اربعين كلها محتاجة الى جهات مسؤولة تعمل على توفير الأمن بالنسبة لأصحاب تلك المزارع.
فهناك بعض اللصوص الذين يدخلون تلك المزارع فى غياب الأمن ويستولون على كل شى قيم ويهربون به دون ان تتخذ الاجراءات القانونية ضدهم ،ثانيا مشكلة الكهرباء التي يتلكا العمال فى إعادة التيار او اصلاح الاعطال بالسرعة المطلوبة لأن تلك المزارع فى حاجة الى الكهرباء الدائمة تشغيل المبردات التى تحفظ لحوم الفراخ او الاستفادة منها فى الصناعات المختلفة.
أن فقد هذا المواطن عدة أطنان من الفراخ سيؤثر على السوق وعلى المواطنين الذين يدفعون اموالا طائلة فى عملية شراء الفراخ او غير ذلك من المنتجات التي توفرها لنا تلك المزارع، لذا على الجهات المسؤولة فى الهيئة القومية للكهرباء ان يعملوا على معالجة مشكلة كهرباء تلك المزارع حتى نضمن بقاء اولئك المستثمرين داخل الوطن قبل ان يهربوا الى الدول الاخرى.
