فى اللحظات الاخيرة قبل سقوط نظام الانقاذ قال بعض المسؤولين حينما دخلوا على الرئيس السابق عمر البشير قال لهم ان المذهب المالكى يجوز له قتل ثلث الشعب وعليه ان يحكم الباقى ،لم يصدق الكثير من المواطنين واعتبروا ذلك( تريقه) على البشير ولم يصدقوا فتوة المذهب المالكى الذى يحاول البشر قتل ثلث الشعب ليحكم ، ان المولى عز وجل قال من قتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم.
سقط نظام الانقاذ وجاءت الحكومة الانتقالية التي علق عليها المواطن كل آماله العريضة لتحقيق الأمن والسلام والاستقرار وعودة الخبز (عشرة جنيه) وكيلو اللحمة الضانى بخمسين جنيه والعجالي بعشرين جنيه والسجوك بعشرة جنيه والبفتيك بخمسة عشر جنيها، والطماطم الصفيحة بعشرين جنيه، والخضار اى صنف بجنيهين.
ولكن للأسف سارت الأمور على غير توقع المواطن فاستمر التصاعد فى كل السلع الاستهلاكية فتضاعفت من عشرة إلى ثلاثين ورطل اللبن بعشرة جنيهات وظل التصاعد حتى وصل اليوم الى مائة وخمسين جنيها، وجوال السكر من( ٨٠٠ )جنيه إلى أكثر من عشرة آلاف جنيه والمواصلات بعد ان كانت بخمسة جنيهات الى الخرطوم أصبحت اليوم ب(٢٥٠) جنيها.
وبالأمس حررت وزارة المالية كل أسعار الوقود ليصل جالون البنزين الى (١٣٠٥) جنيها بدلا من( ٦٧٦) جنيه ، وايام الانقاذ كان الجالون بستة وعشرين جنيها والجازولين الى اكثر من الف جنيه بعد ان كان فى زمن الانقاذ ب (٢١) جنيها، ان مقولة الرئيس السابق البشير التى افتى بها المذهب المالكي بقتل ثلث الشعب وحكم الباقى الآن تطبق فيها الحكومة الانتقالية،فالان ثلث الشعب السودانى فى حالة موت فكيف يعيش الثلثين وقد ارتفعت الأسعار أكثر من ثلاثمائة مرة، كيف يعيش المواطن وليس له اى مورد مالى ليواجه تلك الزيادات الفلكية كيف يعيش الموظف وهو يتقاضى بضع آلاف من الجنيهات وكيلو اللحمة وصل الى ثلاثة الاف جنيه كيف يعيش المواطن وكيلو الجبنة تجاوز الألف جنيه وطبق البيض بألف وستمائة جنيه والطماطم ستمائة جنيه فكل هذا قبل التحرير الكامل. للوقود، اما الادوية فمن الأفضل للمواطن ان يموت لانه لن يستطيع الشراء واذا حاول فلن يجد ما يكفيه من المال.
لقد اشتعل السوق بصورة جنونية قبل التحرير الكامل للأسعار فلا ندرى كم ستكون يوم غد او بعده وهل تستطيع الأسر العيش فى ظل الانفلات الكامل فى الاسعار،لقد حققت الحكومة الانتقالية التي كنا ننتظرها بأحداث الرفاهية للشعب ولكنها الآن قتلت ثلث الشعب السوداني بالتخبط في السياسات الاقتصادية،فقطعة الخبز التي رفض الشعب شراءها بجنيهين ووصلت اليوم لأكثر من ثلاثين جنيها وبعد تحرير المحروقات ستصل الى خمسين جنيها ولن تكفى طالب فى مدرسة الاساس.
اما الدكتور جبريل ابراهيم وزير المالية الذى طبل له المطبلون باعتباره المنقذ لازمات السودان الاقتصادية ،فهاهو يسقط في أول امتحان فوافق على التحرير الكامل لأسعار المحروقات التي تزيد من معاناة الشعب السودانى ولا ندرى ماذا سيرفع من بعد ذلك؟! وهل هو فعلا كان المنتظر لتنفيذ تلك السياسات؟ اذا لماذا رفض الدكتور ابراهيم البدوى وزير المالية الأسبق حينما بدأ تطبيق تلك السياسات لماذا رفضتوها فاستجبتم الان لسياسات دكتور جبريل، ان الدكتور جبريل ابراهيم يريد ان يحكم فقط ولايهمه موت المواطن من حياته وإلا لعارض تلك السياسات المهلكة للمواطن.
فهو ليس اقل من ناس الانقاذ الذين ادعوا حينما جاءوا الى الحكم فقالوا جئنا لانقاذ المواطن من عذاب الأحزاب ولكن للاسف الانقاذ انقذت نفسها بينما هاجر المواطن الى اصقاع الدنيا طلبا للعيش الكريم، وها نحن نقع فى نفس الفخ ،فكل يوم تحدثنا الحكومة بوعودها الكاذبة وأن ملايين الدولارات دخلت خزينة الدولة والمنظمات الفلانية تبرعت للسودان بكذا مليون دولار والدول اعفت كل ديونها على السودان ولكن للأسف لم نجن الا السراب من هذه الحكومة، وياليت ترك البشير قتل ثلث الشعب وقتها لان زمن البشير لم تصل الى تلك الحالة التى نحن عليها الان ..فصدق البشير فلابد من قتل ثلث الشعب ليحكم الثلثين. وها هو الثلث يلفظ انفاسه الاخيرة لتنعم الحكومة واللصوص والحرامية. بالعيش الكريم.