الرئيسية » المقالات » ولنا رأي [ صلاح حبيب]: ذكرى ثورة أبريل ( ٨٥ ) (٢٠١٨ )

ولنا رأي [ صلاح حبيب]: ذكرى ثورة أبريل ( ٨٥ ) (٢٠١٨ )

صلاح حبيب

تمر اليوم ذكرى انتفاضة رجب أبريل ١٩٨٥ التي أطاحت بنظام المشير جعفر محمد نميري وثورة ديسمبر التي تصادف اليوم والحراك النهائي لنظام الإنقاذ، فالثورتان قادهما الشعب بروح التضحية والفداء بعد أن يأس من عملية الإصلاح. 

في أبريل ٨٥ ونحن شهود عيان عليها كان الوضع الاقتصادي في أسوأ حالاته، حيث انعدمت معظم السلع الضرورية وظلت خدمات المياه والكهرباء في حالة انقطاع لعدد من الأيام وقامت المظاهرات والتي بدأت شرارتها من (الشماسة)، كما كان يطلق عليهم آنذاك، ثم من بعد ذلك دخلت نقابات الأطباء والعمال وغيرهما من النقابات في إضرابات سياسية ولكن النظام المايوي لم يعر تلك المظاهرات أدنى اهتمام واعتبرها عبثا سياسيا يمكن أن يتم القضاء عليه بواسطة جهاز الأمن ولكن الصورة كانت تؤكد أن النظام المايوي في نهاياته، لم تنفع الاجتماعات لقادة النظام المايوي الذين لم يحسوا وهم داخل مكاتبهم بأن الكراسي بدأت تهتز من تحتهم، فقاد صغار الضباط الحراك وظلت اجتماعاتهم مستمرة بعيدا عن رقابة قيادة النظام المايوي إلى أن جاءت اللحظة الحاسمة بالترتيب إلى لقاء تعقده القيادات السياسية صبيحة السبت السادس من أبريل ولكن الرائد أبوالقاسم محمد إبراهيم وأبوساق وغيرهما من القيادات المايوية التي توعدت بضرب الساسة وقادتهم بعد الموكب الشهير الذي تحرك من أمام النصب التذكاري بالقرب من القصر الجمهوري واتجه إلى السكة الحديد متوعدين أن مسيرة أخرى ستخرج لمواجهة المعارضين ولكن مسيرة الردع التي قادها الرائد أبوالقاسم محمد إبراهيم ومجموعته كانت هزيلة وتنبئ بأن النظام سقط تمامًا، فجاءت لحظة الحسم بعد تحرك صغار  الضباط ومواجهة الفريق عمر محمد الطيب النائب الأول لرئيس الجمهورية بما يجري ولابد من الانحياز إلى جانب الشعب وأخبر الفريق أول سوار الذهب كذلك إن لم ينحاز إلى جانب الشعب سيتم تجاوزه وبالفعل انحازت القوات المسلحة إلى جانبه وأعلن المشير سوار الذهب بيان الانحياز فسقط النظام المايوي ولكن بعد ثلاثين عاما من الحكم الإنقاذي كان المشهد كما كان في أبريل 85 فبدأ تململ الشارع في العام ٢٠١٨ بعد أن واجهت النظام الإنقاذي ثلاث مشاكل متعلقة بالخبز، الوقود والنقود، فشل النظام في عملية الإصلاح فجرى تبديل للوزراء ولرئيس الوزراء ووزراء المال ولكن كله لم ينفع والفرق بين النظام  المايوي والإنقاذي أن أهل الإنقاذ عجلت الخلافات والصراعات بينهم فى زوال حكمهم وقامت العديد من الاحتجاجات ولكنها لم تسقط النظام مما جعل قادة الإنقاذ يعتقدون أنها باقية ولن تستطيع قوى على الأرض أخذها ولكن إرادة المولى كانت أقوى فالخلافات جعلت العديد منهم يطمع في اعتلاء السلطة ففتحت المسارات إلى الشباب حتى دخلوا القيادة العامة وظنت قيادات الإنقاذ أن يومًا أو يومين وتنجلي المشكلة ولكنها تطاولت وكان لابد لقيادات القوات المسلحة أن تنحاز إلى جماهير الشعب وبالفعل انحازات وتم تكليف الفريق أول عوض بن عوف برئاسة المجلس، إلا أن الشارع اعتبره واحدا من سدنة النظام السابق ومن ثم توج الفريق أول عبد الفتاح البرهان لقيادة المرحلة وهنا سقط نظام الإنقاذ واعتبرها قادة النظام من أبناء الحركة الإسلامية أو المؤتمر الوطني مؤامرة ولكن هناك شبهًا بين زوال النظام المايوي ونظام الإنقاذ لم يحدث أن تم تغيير لأنظمة في نفس الشهر السادس من أبريل ١٩٨٥ والسادس من أبريل ٢٠١٩م، هل تتعظ الأنظمة العسكرية أو المدنية في كيفية زوال حكمها؟ ليت ذلك.