الرئيسية » المقالات » ولنا رأي [صلاح حبيب]: المبادرة السعودية هل تعيد الحوثيين إلى حضن الأمة؟!

ولنا رأي [صلاح حبيب]: المبادرة السعودية هل تعيد الحوثيين إلى حضن الأمة؟!

رأي

ظلت المملكة العربية السعودية تلعب دور حمامة السلام في المنطقة العربية، فما أن أنهت القطيعة بينها وقطر والإمارات وبعض الدول العربية الأخرى الأيام الماضية، هاهي تعمل على رأب الصدع بين أبناء دولة اليمن الشقيق ووقف الحرب الكلامية والعسكرية بينهم، لقد طرح وزير الخارجية السعودي مؤخرًا مبادرة لحل الأزمة بين اليمنيين والحوثيين، لكن هل يستجيب الحوثيون إليها والوصول إلى حل نهائي للأزمة اليمنية. 

لقد نجحت المملكة العربية السعودية الفترة الماضية مع دولة الكويت في حل الأزمة بين دول مجلس الخليج العربي خاصة قطر، السعودية والإمارات، نجحت تلك الوساطة وعاد الصفاء والود وعادت العلاقات إلى طبيعتها بين الجميع واستأنفت حركة الطيران، كما وقفت الحملات الإعلامية في القنوات الفضائية. 

إن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده محمد بن سلمان استطاعا أن يقوما بالدور الذي كان يقوم به حكيم العرب الملك فيصل طيب الله ثراه، لقد كان الملك فيصل أصيلًا في عروبته ومعدنه ولولاه لما استطاعت مصر أن تنتصر  على إسرائيل في حرب ١٩٧٣ حينما اسنخدم الملك فيصل البترول كسلاح في الحرب. 

الأمة العربية بعد موت الكبار كانت في حاجة إلى حكيم وكبير يستطيع أن يعيد التوازن داخل البيت العربي وها هو الملك سلمان يقوم بهذا الدور اليوم بطرحه مبادرة لعودة العلاقات بين اليمن ممثلة في الحكومة الحالية والحوثيين وقد تطاولت الحرل بينهم وقضت على الأخضر واليابس وتراجعت اليمن كثيرًا وفقدت الآلاف من النساء والرجال والأطفال في تلك الحرب اللعينة، كما فقدت اليمن الكثير من بنيتها التحتية وهجر المواطن مدنه وقراه وأصبح لاجئًا في كثير من الدول العربية. إن مبادرة المملكة العربية السعودية وجدت تجاوبًا كبيرًا من قبل  الشعب اليمني وفي انتظار موافقة القيادة الحوثية حتى تدخل  المبادرة حيز التنفيذ. 

لقد عانت منطقة الشرق الأوسط الكثير من الحروب الأهلية الداخلية سواء في اليمن أو ليبيا أو سوريا أو العراق وكلفت تلك الدول الكثير وعانى مواطنوها من القذائف والمدافع والآلات الحربية المختلفة مما حول المناطق الآمنة إلى مناطق أشباح، فدكت الآلة الحربية المساكن والمصانع وشردت آلاف المواطنين إلى خارج دولهم، لذلك كانت الأمة العربية في حاجة إلى زعيم وقائد يعيد لتلك الأمة مجدها والآن يلعب هذا الدور الكبير الملك سلمان بإعادة اللحمة العربية إلى وضعها الطبيعي، فبعد نجاح مبادرة عودة العلاقات مع قطر ودول مجلس التعاون الخليجي الآن بإمكان الملك سلمان أن يعيد العلاقات إلى طبيعتها بين الحوثيين والحكومة في اليمن حتى تعود اليمن كما كانت اليمن  السعيد من جديد. 

المبادرات التي تقودها المملكة في المنطقة أعادت أيضًا العلاقات بين قطر ومصر الشقيقة إلى طبيعتها ووقفت الحملات الإعلامية التي كان يقودها بعض الإعلاميين. 

إن منطقة الشرق الأوسط فعلا محتاجة إلى الترابط والتعاضد، العراق الآن عادت أوضاعها الداخلية إلى وضعها الطبيعي، وها هي ليبيا أيضًا تحاول أن تستعيد مكانتها ووضعها بعد الحرب الطويلة التي قاد شرارتها بعض القيادات الليبية في أعقاب سقوط نظام القذافي، الآن هناك بعض الأوساط الليبية  

الحادبة على المصلحة العامة تحاول تناسي خلافاتها من أجل أن تعود إلى حضن الأمة العربية. 

في وقت مضى كانت الأمة العربية مليئة بالقيادات والزعماء أمثال عبد الناصر، الملك فيصل، السنوسي، المحجوب، الأزهري والاسد وغيرهم من الزعماء العرب، في وقتها كانت الصراعات والخلافات العربية تحل ببيت العرب ولاننسى الخلاف بين عبد الناصر والملك فيصل الذي حُل ببيت المحجوب بالخرطوم  ولاننسى الخرطوم واللاءات الثلاثة، هل يستطيع الملك سلمان بن عبد العزيز توحيد الأمة العربية في غياب الزعماء؟