طرح رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك مبادرة لجمع الصف الوطني ومعالجة كثير من القضايا التى تواجه البلد ،لقد ظللنا ننتظر تلك المبادرة وأين وصلت .
ماذا قالت الأحزاب والجهات الحادبة على مصلحة الوطن عنها ، ولكن لم نسمع رأيا ينير لنا الطريق، فيبدو ان السيد رئيس الوزراء أراد ان يقول للشعب بأن مبادرته مازالت حية لذا عقد أمس الاول مؤتمرا صحفيا وكالعادة تمت الدعوة لعدد من الإعلاميين والصحفيين لم نسمع عنهم من قبل إلا قلة.
المهم تحدث رئيس الوزراء ويبدو أنه حرص ان يتم اعلان اسماء الآلية الجديدة فأوكل الاعلان لمستشاره الاستاذ فيصل محمد صالح الذي أعلن كم هائل من الأسماء منهم من سمعنا بهم، ومنهم من لم نسمع به،.
فجاءت أسماء أعضاء الآلية من شخصيات حزبية وغيرها تجاوزت اعمارهم السبعين والثمانين فهم فى حاجة لمدهم بأقراص السكر والضغط والفكس من آثار الرطوبة ووجع المفاصل، فلا ادرى لماذا تم اختيار اولئك الشيوخ وكبار السن للبت فى قضايا تحتاج الى روح الشباب الذي فجر الثورة؟.
لا ندري كيف تم اختيار الكم الهائل من اولئك الاشخاص؟ وهل بإمكانهم الحضور للاجتماعات التى سوف تعقد ؟ الم تكن آلام المفاصل ستؤثر عليهم فى عدم المشاركة، وهل اجتماعاتها ستكون بالليل ام النهار؟ فاذا كانت بالليل كيف يستطيع اولئك الاشخاص الانتظار الى وقت متاخر من الليل وهم فى حاجة الى النوم المبكر فى مثل هذا العمر.
ان المبادرات التى يطرحها السيد رئيس الوزراء تصب فى مصلحة الوطن والفترة الانتقالية ولكن من المفترض ان يتم اختيار الشباب لتلك الآليات فالشباب الذى فجر الثورة باستطاعته ان يقدم الكثير بدلا من الانتظار لأيام وشهور حتى نجد أنفسنا فى المحطة الاولى والثورة قد تجاوزت من العمر الثلاث او الأربعة سنوات.
الآن الشباب الذى قام بالعمل الكبير وتعرض للضرب والسحل والقتل مازال يقف فى الرصيف ، ان ثورة ديسمبر المجيدة محتاجة الى دماء حارة لحل كثير من القضايا، قضايا الصحة والتعليم والمعيشة لن تتمكن الحكومة من حلها ما لم تشرك اولئك الشباب فيها، لأن معظم الشباب اما بالقرب من ستات الشاى او عاطلين يتسكعون فى الطرقات،.
الحكومة لابد ان تشاركهم فى قضايا الوطن المختلفة بدلا من الذين تجاوزت أعمارهم الثمانين وهم لا يقوون على العمل ،ان الفترة الانتقالية التى كادت ان تنتهى نحن فى حاجة لمعالجة القضايا الهامة بأسرع ما يمكن، بدلا من تلك المبادرات والمحاولات التى لن تقدم الوطن.
الآلية التى اعلن عنها امس الاول لن تعقد اجتماعا واحدا يصب فى المصلحة العامة،فنرى استبدالها بعدد من الشباب تسند إليهم مهام محددة وسيرى رئيس الوزراء بعد فترة وجيزة ان إنجازات ضخمة قد تمت ،ولكن ان ينظر رئيس الوزراء الى الأحزاب السياسية ومحاولة إرضائهم من خلال تلك الالية او غيرها فلن تجني سيدى رئيس الوزراء الا السراب .
امضى فى الطريق الصاح ولا تلتفت للوراء خشية ان يقال بانك تنفرد بالعمل اعمل ما يرضى ضميرك والوطن فالمبادرات المطروحة لن تقدم ولن تؤخر فكم من مبادرات طرحت و سمعنا بها منذ( ٦٠ )عاما ولم نتقدم خطوة واحدة للأمام ،نحن فى حاجة الى قرارات ثورية وشجاعة يجني المواطن منها الفائدة العاجلة ، فالشباب اولا واخيرا ان اردت ان تمضي الثورة للأمام.