ظن البعض بعد خروج الانجليز ونيل السودان استقلاله في 56 ان ينعم بالامن والاستقرار والرفاهية والازدهار، لكن للاسف ما ان بدأت أول حكومة
بدأ الصراع بين القوي السياسية المختلفة خاصة حزب الامة والوطني الاتحادي ثم الاتحادي الديمقراطي والسبب السلطة وكراسيها ظل الصراع بينهم لفترة وحينما فشلا في التوصل لاتفاق سلم حزب الامة السلطة للفريق عبود ريثما تهدأ الأوضاع ومن ثم اعادة الحكم من جديد
ولكن الفريق عبود وعموم العسكر ناموا في الخط ورفضوا تسليمها في ظل الصراع المتنامي بين تلك القوى السياسية او بالاحري الحزبين الكبيرين، لم يسلم العسكر من مؤامرات السياسة فجمعت الأحزاب السياسية أطرافها لتقضي على النظام العسكري
وبدأت أول تلك الشرارة بالندوة التي أقيمت بجامعة الخرطوم تناولت مشكلة الجنوب لكنها تحولت الي عداء فسقط الطالب أحمد القرشي طه شهيدا لثورة اكتوبر فاجبر الفريق عبود ان يتنحى عن السلطة، فتكونت الحكومة المدنية معلنة عن ديمقراطية اولي في السودان
ولكن تلك الديمقراطية التي يحلم بها كل انسان يريد ان يعيش حرا ومستقلا إلا أنها فشلت في الاستمرار فسقطت تلك الديمقراطية بانقلاب مايو 69 بمساعدة الشيوعيين ومن هنا بدا العداء بين الاسلاميين والشيوعيين كل يكيد للاخر وبدات معاركهم بالجامعات حتي هادن الاسلاميين النظام المايوي بعد ان انقلب النميري علي الشيوعيين وضربهم ضربة قضت عليهم!! وتفرقوا ايدي سبا
ظل الإسلاميون مع النظام المايوي حتى سقط في انتفاضة رجب أبريل، وظل الصراع بينهم وكاد الحزب الشيخ يوعي لهم في الديمقراطية الثالثة ولكن الإسلاميين نظموا صفوفهم وابتعثوا العديد من منسوببهم بالجامعات الخارجية كما دفعتهم للعمل بدول الخليج حيث توفر لهم المال الذي يمكن ان يدعموا به تنظيمهم
لذا حينما طرحت دوائر الخريجين في تلك الانتخابات اكتسحها الإسلاميين واصبحوا قوة منافسة للأحزاب التقليدية الامة والاتحادي ولكن الحزب الشيوعي كان لهم بالمرصاد رغم قلة عدد منسوبيه في الحكومة وظل الصراع بين اليسار والإسلاميين حتي تامر الاسلاميين مع العسكر انقلبوا علي النظام الديمقراطي وتول العميد عمر البشير زمام الدولة
وتجدد الصراع من جديد مع الشيوعيين وزج بهم في السجون ودان الحكم للاسلاميين ثلاثون عاما حتى سقطوا في ثورة ديسمبر المجيدة وبدأ الشيوعيون في الانتقام من الإسلاميين الذين زج قياداتهم في السجون بينما غادر الكثيرين منهم إلى تركيا وماليزيا ومصر وغيرها من الدول خشية من انتقام الشيوعيين
وظلت البلاد في حالة دوامة من عدم الاستقرار السياسي بسبب مكايدات الاسلاميين والشيوعيين ومازالت البلاد حتي الان في عدم الاستقرار ولاندري كيف تخرج البلاد من تلك الأزمة التي تسبب فيها طرفيين يكيدون لبعضهم البعض.