نلاحظ بان البلاد في حالة من الشحن الزائد والاستقطاب الحاد بسبب مليونية الثلاثين من يونيو الخميس القادم، لقد عبرت بعض الاحزاب السياسية الشارع تماما وبدا الشباب في تتريس الشوارع ليس بالأحياء السكنية ‘لكن تعدوها حتى مناطق المواصلات، ان مليونية الثلاثين من يونيو فيها خطر علي البلاد ان لم تحسن القيادة السياسية التعامل معها بالحكمة
لقد ثار الشعب ابان حكم البشير وخرجت المظاهرات من كل ولايات السودان واعتصم الشباب بالقرب من القيادة العامة لعدة أيام وظلت الاعتصام يمارس فيه كل شيء الاكل مجاني والشراب مجانا هناك متبرعين لتمويل الاعتصام من الداخل والخارج ولكن عدم التعامل مع الاعتصام بالحكمة ادى إلى ازهاق العديد من الارواح السودانية
وليلة او صباح الثلاثين من يونيو لن يكون يوما عاديا فهناك من اثر الصمت و هناك من بدا في التعبئة السياسية، فإما أن يستجيب العسكر إلى مطالب الجماهير التي ستخرج في هذا اليوم واما ان تتعامل معها السلطات المختصة بالقوة وهذا لن يكون في مصلحة البلاد والعباد فقتل مزيد من الارواح سيزيد النار اشتعالا خاصة و ان دماء شهداء الاعتصام مازالت باقية
ان يوم الخميس الثلاثين من يونيو هو نفس السبت الذي حدثت فيه انتفاضة رجب أبريل 1985 فقبل هذا اليوم كانت قيادات مايو وكان علي رأسها الراحل ابوالقاسم محمد ابراهيم الذي خرج في مسيرة اطلق عليها مسيرة الردع ضمن قيادات من الاتحاد الاشتراكي بما فيهم سوار الذهب نفسه أبو ساق وزير الداخلية عباس مدني والعديد من القيادات التي حاولت أن تتحدي المعارضة بمقابلتها يوم السبت قبل ان تتفرغ المسيرة واعلن ابوالقاسم محمد ابراهيم انهم سوف ينتظرون المعارضة يوم السبت بمنطقة السكة الحديد، واعلن الامام الراحل الصادق المهدي سوف يلقي خطابا يوم السبت السادس من أبريل
1985 ولكن القيادة العسكرية تحت امرة صغار وكبار الضباط التي ضغطت على المشير سوار الذهب باعلان الانحياز الي جانب الشعب لتجنيب البلاد والعباد الدماء وبالفعل استجاب سوار الذهب لرأي اولئك ولم يخرج ابو القاسم محمد ابراهيم وقيادات الاتحاد الاشتراكي في ذلك اليوم لان المؤسسة العسكرية أعلنت الانحياز الى جانب الشعب
فهل يفعلها الفريق البرهان كما فعلها الفريق عبود عندما شاهد الجماهير المحتشدة في ذاك الصباح أمام القصر فسأل عن الذي يجري فقيل له مظاهرات جماهيرية تطالب برحيلكم، فقال إذا كانت كل تلك الجماهير رافضة لنا فما الذي يبقينا على سدة الحكم فتنازل الفريق عبود قبل ان تسيل الدماء صبيحة الثلاثين من يونيو هل يتنازل الفريق البرهان عن الحكم حقنا لدماء المواطنين ام يستمر حتي يقضي الله أمرا كان مفعولا.
ر