فشلت الحكومة السيطرة على الدولار وكلما حاولت كبح جماحه طار أكثر مما هو عليه، ففي الفترة الماضية حاول وزير المالية الدكتور جبريل اجراء عمليات اسعافية علها تتمكن من السيطرة عليه ولكن ما ان استقر لفترة زاد فجاة وبدون اي مقدمات، ولكن اظن ان الحل الجذري لوقف تدهور العملة أمام الدولار تفعيل القوانيين.
كما فعلتها الانقاذ في بداياتها اي المحاكمات الرادعة على كل المضاربين بالدولار والمحاكمات الفورية اما الاعدامات لكل من يتاجر بالعملة او السجن لعدة سنوات، وربما تكون تلك القرارات جزء من الحل وليس كل الحل لان الحل الجذري لمشكلة ارتفاع الدولار بالوفرة مع تقديم حوافز للمغتربين..
وقد لاحظنا الفترة الماضي التي تدفق فيها النقد الأجنبي عبر الصرافات وظل المواطن يذهب طائعا مختارا الي البنوك لتحويل عملاته، ولكن الدولة لم تف بوعودها للمغتربين مما جعلهم يحجمون من إرسال أموالهم عبر البنوك
ان المضاربات في العمل داخله فيها الدولة ففي ظل نظام الإنقاذ كان المشتري الأكبر للعملة هي الدولة نفسها ،والا لما ظللنا نشاهد تجار السوق السوداء يلوحون بالشراء للدولار نهارا جهارا دون أن تطالهم يد العدالة،
وهذا شجع الكثيرين الاتجار في العملة بل هناك من اتخذ من مطار الخرطوم مقرا للشراء من القادمين،ان الدولة هي( اس) تلك الزيادات الكبير في سعر الدولار فلا يعقل ان يرفع الدولار مية جنيه دفعة واحدة في اقل من اسبوع وهذا الرقم لم يصل في اي دولة من دول العالم حتى جارتنا مصر التي كانا متساويين معها في سعر الدولار ستة عشر جنيها مقابل الدولار
ولكن أين مصر اليوم؟ واين السودان الآن ؟فالحكومة المصرية مفعلة القانون وكل من يتم ضبطه وهو يتاجر في العملة سيدخل السجن مع مصادرة المال.. ولكن نحن نجاهر بالبيع ولا أحد يسال،فالحكومة تغض الطرف عن المضاربين فلو عدمت احدهم لما استطاع تاجر واحد المتاجرة بالعملة، ففي فترة الانقاذ حينما اعدمت من ادعت أنهم يتاجرون في العملة ظل الدولار في حالة استقرار لفترة طويلة من الزمن حتى المتاجرين بالدولار حولوا تجارتهم الى اصناف اخرى
ان الحكومة باستطاعتها كبح جماح الدولار لو كانت صادقة مع نفسها وخرجت من الاتجار بالدولار وفعلت القانون وطبقته على واحد تجار عملة او موظف دولة والا فان الحملات التي تحركها اليوم وغدا لن تستطيع وقف المضاربات.. الدولار الان يقارب الستمائة جنية فان لم تتخذ القرارات الرادعة والفورية فلتنتظر قبل دخول شهر رمضان تخطيه حاجز الالف ،واذا وصل الالف فالحياة ستكون اكثر جحيما على المواطنين العاجزين عن العيش الكريم الان.