تتكالب العديد من الدول الأوربية وأمريكا نفسها على السودان من أجل النيل من خيراته دون أن تفكر في مصلحته مما جعل السودان يفكر كيف يبني علاقاته مع من لذلك حكم قادته الاتجاه إلى بناء علاقات تكون المصلحة السودانية اولا دون أن يترك لتلك الدول النظر لمصالحها قبل مصلحته
ولذلك ظل السودان يحكم مصالحه مع من يريد، أن مصلحة السودان الان الاتجاه لدولة يعرف أهميتها السياسية والعسكرية بالمنطقة دون أن تكون تلك العلاقة مبنية على المصلحة الواحدة
فالسودان اتجه الان الى روسيا كما اتجهت الحكومة السابقة إلى الصين في ظل الحصار الذي فرضته أمريكا على السودان لعشرات السنين مما جعلها تتجه نحو الصين التي ساهمت خلال فترة وجيزة في استخراج البترول الذي عمت فائدته على أرض السودان شمال وجنوب شرقا وغربا ولكن الولايات المتحدة الأمريكية لم يعجبها هذا التقارب وأصدرت قراراتها بمعاقبة أي دولة تدخل في شراكة مع السودان فخرجت العديد من شركات البترول
ولكن رغما عن ذلك صمد وواجه الصلف الأمريكي واستخراج البترول وصدره لدول العالم مما انعش الاقتصاد السوداني وانخفضت العملات الأجنبية واصبح الدولار يساوي ثلاثة جنيهات أو أربعة بعد أن وصل لما يقارب الاثني عشر جنيها
فالسودان من مصلحته أن يبني علاقاته مع الروس والصين باعتبارهما من الدول الكبرى في المنطقة ولايمكن لأمريكا أو فرنسا وقف تلك العلاقة، فالسودان دولة ذات سيادة ومن مصلحتها إقامة علاقاتها وفق ما تتطلب مصالحه، روسيا دولة عظمى منفتحة على العالم وتبني علاقاتها أيضا وفقا لمصالحها، صحيح هناك بعض الدول و الشركات ورجال المال والأعمال حينما تتضرر مصالحهم يحاولون إفشال اي علاقة يشعرون بأنها لاتخدم مصالحهم
فمثلا فرنسا التي تحظى بوجود كبير في منطقة أفريقيا تحاول أن تجد لها موطئ قدم في السودان بشتى السبل رغم أن السودان كان واحدا من المستعمرات البريطانية ولكن رغما عن ذلك تحاول فرنسا أن تكون حاضرة في الشأن السوداني وربما لا يعجبها التقارب بينهما لذلك تريد أن تزعزع العلاقة بينه وروسيا في ظل الهيمنة الحالية من الدول الأوربية، أن روسيا تمد يدها الان الى معظم دول الجوار الأفريقي خاصة الجارة إثيوبيا ولكن التقارب الإثيوبي الروسي لن يتضرر منه السودان
وإثيوبيا مشغوله بقضاياها سد النهضة والصراع مع التقراي لذلك سيحاول السودان المضي في علاقاته مع روسيا خاصة وأن المرحلة القادمة مرحلة تكتلات ومصالح ومنافع مشتركة، لذا من الأفضل أن يبني علاقته مع ممن يهتم به بدلا من الدول التي تريد الاستئثار بخيراته دون أن تقدم له ما يريد فقد لاحظنا كيف يعلو صوت أمريكا دون أي فائدة
أن السودان في حاجة إلى استزراع أراضي بالمايكنة الحديثة والمتطورة حتى يغطي حاجة البلاد ومن ثم التصدير إلى دول العالم السودان البلد الوحيد الذي تتوفر لديه كل الإمكانيات من أراضي زراعية وحيوان
بالإضافة إلى المعادن التي مازالت في حاجة إلى شراكة صادقه لاكتشافها وربما تكون روسيا أصدق في استخلاص تلك المعادن النفيسة من باطن الأرض كما فعلت الصين من قبل إبان نظام الإنقاذ، أن السودان في حاجة إلى صدق النوايا مع ممن يتعامل معهم
لذلك يعول في علاقاته في المرحلة القادمة مع روسيا والصين رغم أن الصين تعمل في سرية تامة خاصة في مجال الأراضي وتنظر إلى مصالحها عكس روسيا التي تتعامل علنا دون إخفاء لشراكاتها، لذلك نتوقع انفتاح أكبر خلال الفترة القادمة مع روسيا في كافة المجالات ولكن نخشى من أصحاب المرض والغرض سواء من السودانيين أو من الدول الأوروبية التي لا تريد لتلك العلاقة أن تتطور وتنمو ولكن عزيمة القائمين على الأمر من الجانبين السوداني الروسي هو الذي يجعلها تمضي إلى الأمام.