الرئيسية » المقالات » ولنا رأي [صلاح حبيب]:هل مازالت طقوس ما قبل رمضان باقية ؟!!

ولنا رأي [صلاح حبيب]:هل مازالت طقوس ما قبل رمضان باقية ؟!!

حبيب

السودان الدولة الوحيدة تقريبا التي لها طقوس ما قبل رمضان خاصة في تحضير احتياجاته فقبل أن يهل الشهر الفضيل اي منذ شعبان او قبله بشهر تشم رائحة الابرى الاحمر وانت مارى بكل شوارع العاصمة
ولو كنت ناسي الشهر فالحلو مر يذكرك بان رمضان علي الابواب ولصناعة الابرى طقوس خاصة عند الأمهات من بداية( تزريع) العيش حتى يكتسب اللون البني ثم تحويله الي دقيق، ثم اضافة بعض البهارات، واخيرا وضعه في انية او زير كبير ليتخمر، ومن بعد ذاك تتم دعوة النسوة للعواسة بطقوسها المختلفة الفطور والشاي والقهوة ولابد من كل امراة ان (تعوس) لها جردل حتى ولو كان لها ظرف فتستأذن الباقيت مراعاة لظروفها حتى تتمكن من عواسة هذا الجردل
وللتحضير لرمضان لابد لكل بيت شراء كمية من اللحم وتقطيعه وتعليقه في الحبل حتى يجف ثم من بعد ذلك( يطحن او يدق )كل حسب طريقته ليكون جاهز لصناعة ملاح (النعيمية) وهو من (الأطعمة) المحببة للصائمين
وتحرص الاسر علي العديد من التحضيرات المهمة التى تقوم بها النسوة قبل رمضان مثل صناعة الصلصلة من الطماطم وتجفيف البصل وتلك ايضا من العادات التي مازالت الاسر محافظة عليها، فرغم أن البصل له تأثير علي تساقط الدموع ولكن يظل الحفاظ علي تجفيفه بكميات كبيرة لدى كل اسرة ،ان طقوس شهر رمضان لدى نساء السودان مازالت مستمره رغم الظروف الاقتصادية التي ارهقت الكثيرين منهم،
وقبل أن يحل الشهر بعدة أيام لابد أن تذهب كل امرأة إلى الأسواق لشراء عدة جديدة ويطلق عليها عدة رمضان خاصة (الكبابي والجكوك والصواني والكيزان) وبقية الاواني مختلفة التي تزين بها المائده،فالعادات السودانية في رمضان لم تنقطع داخل المدن الكبيرة أو حتى فى القرى المختلفة بالولايات
ان السودان دولة عظيمة وعاداته وتقاليده غير متوفر في اي دولة عربية او افريقية او حتى اوربيه مما جعله ينال تلك الخاصية او تلك الميزة الفريدة ، وفي دول الاغتراب تجد الاسر لابد أن تزود منسوبيها بالابري الابيض والاحمر والرقاق وهذا يتم تناوله عند السحور ، ومع التواصل بدول الاغتراب أصبحت تلك المشروبات لها أسواق هناك حتي (الشطة والويكة) ظلت متوفرة فاما ان تتم صناعتها او ترسل كنوع من التجارة التي وجدت سوقا رائجة بتلك الدول( المملكة العربية السعودية او دول الخليج المختلفة)
ان الطقوس الرمضانية لدي السودانيين واحدة من الثوابت عندهم ولكن ربما أثرت الضغوط الاقتصاديه علي الكثيرين ولم تعد (عواسة الابري )لدي كل الاسر متوفرة ، ولم تتجمع النسوة في اي بيت من البيوت لعواسته كما كان في الماضي ، ولكن ربما تلك العادة مازالت موجودة لدى الأسر بالولايات
فنسال الله ان يعيد الآلة للسودان امنه واستقراره.. وان يعود الزمن الجميل له في كل طقوسه وعاداته، وكل سنة وانتم طيبين ورمضان كريم علينا وعليكم.