شن الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة هجوما عنيفا على السياسيين فى خطاب القاه امس عقب اليوم الثانى للمحاولة الانقلابية التى أحبطتها القوات المسلحة .
واعتبر البرهان بأن العسكريين هم من قام بإحباط تلك المحاولة ولم يلمسوا أي اشادة من خلال البيانات التى أصدرها السياسيين والذين ظلوا مشغولين بكراسي السلطة ولم يجلسوا لحل قضايا المواطنين .
وقال السياسيين اقصوا العسكريين من مبادرة رئيس الوزراء الدكتور حمدوك ،البرهان كان فى قمة الغضب من السياسيين وأرسل عدة رسائل اكد من خلالها انهم مسؤولين من حماية الوطن رغم انف الجميع ويعملون على حفاظه وأمنه وسلامته.
لقد حاول البرهان التنفس من خلال هذا الخطاب الذي صبأ من خلاله جام غضبه المكتوم على السياسيين اى شركاء الفترة الانتقالية وقال ليس هناك وصى على البلاد مؤكدا ان القوات المسلحة هى الوصى على أمن وسلامة واستقرار الوطن وقال الذين طالبوا المواطنين بالخروج للشارع هم من يتشبثون بالكراسي.
لم يكن الفريق البرهان وحده الذى حمل السياسيين الأزمة التى تعيشها البلاد ولكن الفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة انبرى فى تحميل السياسيين الأزمة وقال انشغال السياسيين بالكراسي هو سبب تلك الانقلابات.
لا ندري لماذا خرج رئيس مجلس السيادة البرهان ونائبه حميدتي فى هذا الوقت بتحميل السياسيين كل تلك الاخفاقات، ان البرهان وحميدتي كان لابد ان يتحلى بضبط النفس فى هذا الوقت خاصة.
وان البلاد فى أزمة كبيرة كان ينبغي ان يضغط الجميع على أحاسيسه ومشاعره حتى تنتهي الفترة الانتقالية بسلام ..ولكن يبدوا ان رواسب فى النفوس من قبل أعضاء مجلس السيادة طفحت ولم تتحمل البقاء أكثر من اللازم.
لذا خرجت للعلن ولكنها بالتأكيد لن تجعل الامور تمضى الى الافضل بل سوف تعكر الجو وتثير غبارا كثيفا بين الطرفين وهذا ليس من مصلحة الطرفين فى ظل الجو الملغوم خاصة.
وأن الانقلاب الفاشل لم تفصح الدولة عن الجهات التى رتبت ونفذته ، فالمجلس العسكرى والمدنى ان لم يتحلى بضبط النفس فإن العيار سيفلت والكارثة ستحل على الجميع.
ان الفترة الانتقالية شارفت على الانتهاء فلابد ان يتم تهيئة الميدان للانتخابات القادمة من خلال تشكيل مفوضية الانتخابات والبدء فى التعداد السكانى مع تشكيل بقية المفوضيات الاخرى،فان لم يتفق الطرفان على تهدئة الأوضاع ووضع الكرة على الأرض.
في الانقلاب القادم سيقضى على الجميع فى ظل انتشار السلاح الكثيف بالبلاد،لذا لابد ان يستمر شهر العسل بين الطرفين من أجل المصلحة العامة.