حدثت مجزرة داخل وكالة السودان للأنباء تمت اقالة العديد من المحررين والقيادات الاعلامية بها، ابطالها من الفاشلين والساقطين الذين خانوا ( الملح والملاح) ووشوا بزملائهم ال٧٩ الذين كانوا يأكلون معهم ويشربون طوال الفترة الماضية
لقد وقعت المجزرة على الابرياء من محرري سونا ومهئنيها ،لقد عرفت عدد كبير من الزملاء فى سونا منذ فترة الحكم المايوي جلهم لاعلاقة لهم بالسياسة ثم جاءت الفترة الانتقالية( المشير سوار الذهب) فواصلوا عملهم بتجرد ومهنية عالية دون ان يكون لاي واحد منهم لون سياسي يحاول ان يسبغ به المهنة.
ولانقول محررى سونا مجردين من التحزب ولكن عند العمل لا يعرفون الا الخبر والتقرير والحوار ،لقد وشا الزملاء بزملائهم مما ادى الى تلك المجزرة العجيبة الاستاذ وجدى صالح عضو لجنة التمكين لايعرف اسما فى سونا وحتى الاستاذ محمد عبد الحميد مديرها العائد من هولندا لا اظنه التقى به لان صالح اصغر من القيادات التى تمت إقالتها
لقد عرفنا سونا والزملاء فيها ووالله طوال تلك الفترة ورغم الالتقاء بهم فى التغطيات بالقصر او مجلس الوزراء او النائب العام او فى التغطيات الاخرى والله لم نعرف لهم لونا سياسيا غير المهنية وكيف يقومون بالأداء المهني لصالح الوكالة التى يعملون بها
لا أدري لمصلحة من تلك المجزرة؟ هل الدولة قادرة على صناعة إعلام محايد ومهنى مثل الذين تمت إقالتهم دى فترة كبيرة تجاوزت أعمار الكثيرين فى الحكم الان،ان عملية التشفى التى تمارس الآن على الزملاء فى كثير من المواقع سيكون المتضرر منها الوطن وليس الاشخاص
لان ابناء سونا المقالين سوف تتخطفهم الوكالات الأخرى والصحف والإذاعات كما تخطفت المؤسسات الامنية رجال جهاز الامن والمخابرات إبان فترة حكم الرئيس نميري حينما تمت اقالة العديد منهم عقب انتفاضة رجب ابريل ١٩٨٥ ،لقد استفاد ضباط جهاز امن نميرى المقالين وفتح الله لهم باب رزق فى قطر والامارات والسفارة الامريكية وكل دول العالم التى استفادت من خبرتهم
لقد اهل نظام نميرى ضباط جهاز الامن بدورات فى القاهرة وامريكا وموسكو وغيرها من الدول ولكن للأسف بالحقد والتشفى فقد الجهاز اهم عناصره،فالان ما يجرى من عمليات تشفى لبعض الزملاء يضر بمصلحة الوطن وسونا جهاز اعلامى لا مكان فيه للعمل السياسي.
الكل يأتي الوكالة لأداء دوره المهني فى الاخبار والتقارير والرصد فلاتوجد وكالة اعلامية بمستوى سونا حتى نظام الانقاذ حاول النيل منها ومن عامليها بإنشاء وكالات مشابهة لخدمته، ان الاستاذ محمد عبد الحميد زميل عرفناه فى نهاية الحقبة المايوية مهنئ من الطراز الاول هاجر الى هولندا ،وهو يعرف معظم الزملاء الذين تم الاستغناء عنهم يعرفهم جيدا،فلاندرى ما هو دوره فى تلك المجزرة وهل تمت مشاورته.
فان لم تتم فعليه العوض ومنه العوض، فالسيد المدير الذي لا يشاور فى مثل تلك القرارات الكبيرة يجب ان يحترم نفسه ويقدم استقالته فالتاريخ لن يرحم يا استاذ محمد انت تعرف الزملاء واحدا واحدا فكيف تسكت على تلك المجزرة.
ان الذى يجرى الآن من استغناء بالمؤسسات المختلفة ليس له علاقة بالانقاذ او المؤتمر الوطنى فانها الاحقاد والضغائن ،يجب ان تراجع لجنة ازالة التمكين قراراتها قبل الصدور والا تعمل بالحقد والتشفى والله الاخ وجدى صالح عضو لجنة التمكين لو قدم له اسم محاسن الحسين او الفاتح السيد او طيفور فقيرى لن يستطيع ان يعرف واحدا منهم.
لذا لابد ان يراجع الأمر والاخ محمد عبد الحميد الذى قضى ثلث عمره فى هولندا بلد الحرية والديمقراطية. كيف يقبل بتلك المجزرة التى لم يسلم منها حتى الموتى والذين أخذوا معاشاتهم قبل عدة شهور،ان ثورة ديسمبر المجيدة جاءت لتصحيح الأوضاع وليس للتشفي والانتقام وجدى وغيره من أعضاء اللجنة يجب ألا تكون مهمتهم الانتقام فعليهم مراجعة مواقفهم حتى يمضي الوطن للأمام ونحقق شعارات الثورة بالحرية والعدالة.