ظل السودان في حالة تراجع سياسي واجتماعي و اقتصادي بينما معظم دول العالم تسير نحو الرفعة التقدم والازدهار
ولو نظرنا إلى سبب تاخر السودان نجد الصراعات السياسية بين الأحزاب المختلفة يمينية او يسارية، لقد راهنت كثير من دول العالم على نهضته نظرا لما يمتلكه من مقومات تفتقر لها العديد من الدول عربيا او أفريقيا.. الصراع الذي نشب بين حزبي الأمة والوطني الاتحادي عقب الاستقلال لم يمكن اي طرف من الاطراف قيادة الدولة نحو مستقبل واعد
لذا ظل الصراع محتدم بينهم حتي فقد الطرفان الحكم بسبب التشاكس بينهم، فاحكم الفريق عبود الذي تسلم زمام الحكم من قبل حزب الامة نكاية في الوطني الاتحادي وظل متربعا علي عرش حكم السودان لستة اعوام، قام من خلالها العديد من المشاريع التنموية ونهضت البلاد وانتعش الاقتصاد الوطني وأصبحنا أفضل دول المنطقة أمنا واستقرارا
ولكن للاسف عادت حليمة لقيدمه) فتوحدت الأحزاب المتشاكسة وتامرت علي حكم الفريق عبود وتم إسقاطه بثورة اكتوبر 1964… ولكن ما ان ال الحكم الي الأحزاب عادوا من جديد خلافاتهم وصراعاتهم فلم تعش الديمقراطية بعد الثورة كثيرا فانقض عليها الرئيس جعفر نميري فاحكم قبضته وضرب الكل
وظل ممسكا بمفاصل الحكم ستة عشر عاما رغم المؤامرات والانقلابات التي حيكت ضدها، فسقط النظام العسكري مرة أخرى بثورة شعبية في انتفاضة رجب أبريل 1985 وظن البعض ان تلك الثورة سوف تخرج البلاد من محنتها
ولكن المؤامرات و الدسائس وسوء النية عجل برحيل الديمقراطية الثالثة حينما تامرت الجبهة الاسلامية القومية علي الجميع وأطاحت بالحكم المدني واستولت على الحكم وسط دهشة الجميع، ان الصراع بين كل الأحزاب السياسية لم يمنح البلاد فرصة التقاط الهواء النقي فظل التشاكس بينهم مستمر وحتي الآن رغم قيام ثورة ديسمبر المجيدة
ولكن صراع الإسلاميين واليساريين فاق صراع احزاب الامة والاتحاديين ومازال الصراع بينهم ولاندري كيف نخرج من هذا المأزق الحزبي وهل يمكن ان تحل مشكلة الحكم في البلاد في ظل هذا الاحتقان اشك في ذلك.