الرئيسية » المقالات » ولنا رأي [صلاح حبيب]:فشلوا فى حل مشاكلهم كيف يحلوا مشاكل وطن!!

ولنا رأي [صلاح حبيب]:فشلوا فى حل مشاكلهم كيف يحلوا مشاكل وطن!!

حبيب

كانت ثورة ديسمبر المجيدة حلم كل الثوار الذين خرجوا من اجل اسقاط النظام السابق ولكن للاسف بعد السقوط لم تستطع الحرية والتغيير ولا الحكومة الانتقالية حل مشاكلها قبل ان تتفرغ الى حل مشاكل الوطن.
واقلها حل مشكلة الخبز التى خرجت الجماهير من أجل توفيرها فالحكومة الحالية ومنسوبيها المكونين من المجلسين العسكرى والمدنى اعترفوا بعدم استطاعتهم حل القضايا الوطنية.
واعترف عضو مجلس السيادة الاستاذ التعايشي فى حوار إدارته معه احدى الاذاعات قال بأنهم فشلوا فى حل كثير من مشاكل الوطن وعلى رأسها قضية المعيشة التى أصبحت عصية على كل مواطن.
ان قفة الملاح الان اصبحت معظم الاسر عاجزة على توفيرها،فاذا عدنا الى ايام القيادة العامة وكيف كان الشباب يسيرون أمورهم عبر التكاتف (عندك خت ما عندك شيل ،) هؤلاء هم أصحاب الوجعة لقد أداروا الحياة داخل محيطهم الذي يمثل سودان مصغر للجميع لم يشتك أحد من عدم تناوله أى وجبة من الوجبات وهو داخل القيادة حتى الشاى باللبن وكل المكيفات متوفر لهم.
ان هؤلاء الشباب هم اولى بحكم السودان بدلا من اولئك الذين جاءوا من اوربا واسيا والدول العربية لم يعرفوا عن الشعب السودانى شئ ولا عن طريقة حكم البلاد ،لقد جاء هؤلاء من الفنادق بينما الذين اكتوا بالنار والعذاب فى السجون الآن لم يجدوا لقمة العيش وحتى الثوار ولجان المقاومة الذين ضحوا بانفسهم من اجل مستقبل مشرق للوطن لم توفر لهم الحكومة الحالية فرص عمل.
فهناك من حصل على درجة البكالوريوس والماجستير وكانوا يمنون انفسهم بمستقبل زاهر ولكن مازالوا يجلسون مع ستات الشاي او يفكرون فى الهروب من الوطن الذي أصبح جحيما لايطاق،.
لقد فشلت الحكومة فى توفير ابسط مقومات الحياة للمواطنين فقطعة الخبز التى خرج المواطن من أجلها وكانت يساوى جنيها واحدا الآن قطعة الخبز اصبح سعرها ثلاثون جنيها اى تضاعفت ثلاثون مرة ،اما الخبز المدعوم فالمواطن المعدم مجبر على الشراء لقلة حيلته،اما اذا دخلت السوق فمعظم الخضروات التى كانت فى متناول اليد الآن لا أحد يستطيع شراء كيلو بطاطس او اسود او ملوخية او رجلة.
لان الاسعار اصبحت تفوق طاقة المواطن الغلبان، وهناك اسر تركت شرب الشاى باللبن لأن الرطل ارتفع من عشرة جنيهات الى مائتي جنيه ان المواطن الذي كان يمني النفس بحياة افضل الان لايوجد اكل الفول والعدس وهما من الاكلات الشعبية زهيدة الثمن فى وقت مضى.
ان الحرية والتغيير ومنذ ان تكون الحكومة هى فى خلاف مع نفسها فلم تستطع حل مشاكل فهل ننتظرها لحل مشاكلنا ؟ بالتأكيد لا، وحتى الاجتماع الذى عقد الايام الماضية بقاعة الصداقة للإعلان السياسي وازالة الخلافات بين مكوناتها ولكن رغم اللقاء والتوقيع على الاتفاق الا ان هناك من لم يعجبهم الحال فلم يصلوا الى اتفاق مع بقية المكونات.
ومازال التربص بينهم موجود ،لذا لا ننتظر ان ينعم المواطن بحياة رغدة طالما اولئك على سدة الحكم، ان الفترة الانتقالية التى من المفترض ان تكون قد عبرت بالمواطن كما ظل يردد رئيس الوزراء الدكتور حمدوك سنعبر ولكن مازلنا فى محطتنا الاولى ولم نخطو أي خطوة إيجابية تعبر عن جدية العبور ،ان الحرية والتغيير اذا لم تعالج نفسها فلا ننتظرها ان تقدم لهذا الشعب مايريد.
لقد استمعت قبل أيام عبر البرنامج الذى يقدمه الاستاذ لقمان مدير الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون عبر برنامج البناء الوطني والذي استضاف اربعة من قيادات الحرية والتغيير الاساتذة الدقير والصديق الصادق المهدى ومستشار رئيس الوزراء ياسر عرمان والاستاذ وجدى صالح فالجميع اعترفوا بالقصور وعدم توصلهم لحل مشاكل الوطن.
إذن كيف هؤلاء سيحلون مشاكل الوطن وقد مضى من الفترة الانتقالية اكثر من ثلثيها وحتى الان المشاكل( بالكوم) ،البلد كلها اصبحت نفايات فلماذا يجبرون الاطفال الصغار على تتريس الشوارع ولم يطلبوا منهم نظافة المدينة؟ لقد كان الهدف التتريس وعذاب الشعب، فالشوارع معظمها الآن فاقدة التأهيل واصبح السير فيها عسيرا.
فلماذا لم يطلبوا من المحليات الاستنفار واخرج كل الاليات لتسوية الطرقات وحفر المجارى حتى يرى الشعب ان هناك عملا تقوم به هذه الحكومة او الحرية والتغيير.
لقد انكشفت الحكومة مع اول مطرة ضربت الولاية وولايات السودان المختلفة لقد كشفت الأمطار سؤتها وتقطعت السبل بين الولايات وتهدم المبانى داخل ولاية الخرطوم والسبب ان الحكومة لم تتحسب للخريف وفى كل مطرة تهطل بالولاية نسمع صراخ المواطنين بسبب تهدم منازلهم او جرف السيول قراهم.
ان ثورة ديسمبر أولى بها أهلها الذين كانوا( صابنها )أمام القيادة بدلا من أولئك العائدون من نعيم الفنادق الخارجية وحتى لو سألنا سؤالا بسيطا لاولئك الذين يحكموننا الان.. من اى سجن خرجوا ليتولوا تلك الحقائب الوزارية ،واى اصابة بائنة على جسدهم من سياط الجلادين واى حرمان من لقمة العيش او حرمان من الوظيفة حتى ياتوا ليعتلوا تلك الوزارات.
المثل السودانى يقول فاقد الشئ لايعطيه، فهؤلاء مازالوا فى صراعاتهم وخلافاتهم من اجل المناصب والكراسي فاذا لم يحلوا مشاكلهم فكيف لهم بحل مشاكل الوطن واقلها لقمة العيش ناهيك عن التعليم والمواصلات التى عجز الموظفون من المداومة يوميا بسبب ارتفاع تعريفتها، ان الذين يتربعون على الكراسي الان يجب ان يكون امناء مع انفسهم فان عجزوا عن الحل فعليهم الرحيل غير ماسوف عليهم.