ان التصعيد الذى يجرى الآن بين المكونات السودانية المختلفة سواء من قبل الحرية والتغيير او النظام السابق ما هو إلا دعوة لحرق البلاد’ ان ثورة ديسمبر العظيمة التى جاءت بالدماء الطاهرة كان ينشد الجميع حياة أفضل لكل أهل السودان وليس لفئة محددة ‘ لكن للأسف انحرفت الثورة عن المبدأ الذي جاءت من أجله.
فالقيادات السياسية ظلت تتكالب على كراسي السلطة. ولم تستطع أى جهة تصحيح مسار الثورة بل ظل التصعيد مستمرا حتى المكون العسكرى الذى جنب البلاد والعباد ايام الثورة الدماء الان يعمل على أخذ غنائمه بل أصبح مثل المدنيين الذى يعتبرهم غير منضبطين فى حياتهم.
فقد شهدنا الأيام الماضية رئيس مجلس السيادة الانتقالية الفريق البرهان ونائبه الفريق حميدتي كيف يتراشقون بالكلمات مع المكون المدنى حتى أشفق المجتمع الدولي عما يجري بالسودان لقد اعتبرنا قيادات المكون العسكرى هم كبار البلاد ومن المفترض تهدأ الأحوال بدلا من هذا التصعيد.
لكن للأسف ظل الوضع كما هو عليه حتى خرجت الجماهير فى السادس عشر من الشهر الحالى فى مسيرات هادرة تطالب بتصحيح مسير الثورة ولكن الوضع اختلف عن الأيام الماضية.
فأخذت الجماهير فى تصعيد الموقف واعتصمت بالقرب من مقر الحكم كما فعلت إبان النظام السابق عندما خرجت الجماهير واتخذت من ميدان القيادة العامة مقرا لاعتصامها حتى سقط النظام .
ولكن الموقف الآن يختلف تماما عن الفترة الماضية فالآن مكون الحرية والتغيير الذى انقسم على نفسه لم يكن على قلب رجل واحد فما يجري ليس كما كان أيام نظام الانقاذ.
فالان تدخلت جهات أخرى فى الاعتصام الذى بدأ بالقرب من مقر الحكم وهناك دعوة لخروج مسيرات أخرى فى الحادى والعشرين من أكتوبر الجارى فلا ندري كيف سيكون الموقف إذا حدث صدام بين الطرفين.
لذا فإن المسؤولية تقع على عاتق الفريق البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالية ونائبه حميدتي بالاضافة الى رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك فعليهما نزع فتيل التصعيد بين الطرفين لأن الاشتباكات إذا حدثت فإنها الحرب ولم يسلم منها الطرفين بل ستحترق البلاد بأكملها .
لأن الذى يجرى الآن أشبه بالفراشات التى تلقى بنفسها فى النار دون أن تشعر الأطراف المتصارعة والتى فقدت السلطة تقول على (وعلى أعدائي) او تقول يا(فيها يا اطفيها )
ولكن للاسف النار سوف تحرق كل البلاد وإذا وقعت فلن ينجو أحد ولم تستطيع تلك القوى الهرب إلى أى دولة من دول الجوار لأن السلاح منتشر فى كل موقع من مواقع البلاد ولن تتمكن أي قوة من منع حملته من استخدمه.. لذلك على القيادات السياسية والحادبة على مصلحة البلاد ان توقف تلك الحرب التى تتراءى لنا.
وان تفرض هيبة الدولة بالقوة ومنع أى جهة من الاعتصام بالميادين العامة والعمل على إزالتها بالقوة مهما كلف من أمر وإن لم تفعل فعليها أن تتحمل تبعات ذلك ولا عذر لمن أنذر .