الرئيسية » المقالات » ولنا رأي [صلاح حبيب]رئيس الوزراء ومعلمة اللغة الانجليزية!!

  ولنا رأي [صلاح حبيب]رئيس الوزراء ومعلمة اللغة الانجليزية!!

صلاح حبيب2

بينما كنت اجلس مع مدير إحدى مدارس الأساس في وقت سابق إذا بإحدى المعلمات تقتحم مكتب المدير في ثورة عارمة
تفاجا المدير بثورة معلمة اللغة الإنجليزية وهي تشكو احد طلبتها المميزين في اللغة ولكنها عجزت في اقناعه بالمخاطبة، قالت المعلمة فلان الفلاني من الطلبة المميزين ويجيد اللغة كتابة ولكن كلما حاولت في المخاطبة فشل في الحديث معي، ان هذا التلميذ يشبه حال  كل الدكاترة والمحامين والمهندسين وغيرهم من الأسماء المميزة المطروحة لتولي منصب رئيس الوزراء
 ان منصب رئيس الوزراء يحتاج إلى شخصية مقنعة تستطيع أن تخاطب وجدان الشعب شخصية ساحرة تجذب المشاهد بطريقة حديثها عن مشاكل الوطن وكيف يضع  الحلول لها ، شخصية لايمل المشاهد من سماعها ومن طرحها لهموم ومشاكل المواطنين
ن الأسماء المطروحة لتولي منصب رئيس الوزراء كفاءات لا غبار عليها ولكنها لا تصلح لتولي المنصب فالمنصب يحتاج إلى شخصية خبرت العمل التنفيذي والسياسي  وقد  كان لها دور في المجتمع ولم تأت من فراغ
 لقد شهدنا رؤساء الوزراء الذين مروا على حكم البلاد منذ الديمقراطية الثانية والثالثة  وحتي الفترة الانتقالية بعد ثورة ديسمبر المجيدة، لقد تولى الإمام الصادق المهدي منصب رئيس الوزراء في الديمقراطية الثانية والثالثة فقد  كان مقنعا بالداخل والخارج وكذلك محمد احمد المحجوب الذي لم ينجب الوطن رئيس وزراء مثله، ففد كانوا مشرفين أحزابهم ولوطنهم علم، وخبرة وتمكن من اللغة التي سحروا بها الجماهير
ان الأسماء المتداولة الان عبر وسائل التواصل الاجتماعي أسماء مميزة في مهنتها ولكنها لا تصلح لهذا المنصب، لذا فإن الفريق البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي سيفشل في اختيار أحد الأسماء المطروحة لتولي المنصب، في العمل التنفيذي يحتاج الي ممارسة طويلة تمكن  الشخص من التعرف على كل ما يجري من حوله سواء في المجتمع او في الوزارات المتعددة، لأن رئيس الوزراء في حاجة لخبرة طويلة الشهادات  وحدها لا تكفي ليكون الشخص مميزا في عمله
وقد شهدنا إبان حكم الانقاذ التخبط في اختيار المسؤولين الاختيار كان عبر العلاقات العامة والأصحاب مما عجل برحيل الكثيرين الذين تم اختيارهم، لقد اختارت الانقاذ في آخر أيامها الاستاذ معتز  موسى لتولي هذا المنصب ولكن لقلة خبرته رغم الزخم الذي صاحب تعيينه الا انه كان يتخبط يمينا وشمالا فلم يمكث في المنصب كثيرا رغم الشهادات العلمية التي كان يتسلح بها
 اما اذا نظرنا الي الفترة الانتقالية بعد الثورة نجد حملة واسعة جدا صاحبت تعيين الدكتور حمدوك رئيسا للوزراء.. فعلي الرغم من الشهادات العالية التي يمتلكها  وعمله في المنظمات العالمية ولكنه لم يكون مقنع للمواطنين
مما يؤكد ان منصب رئيس الوزراء محتاج للاقناع وتحريك وجدان الشعب فمثله كمثل التلميذ المتميز في اللغة الإنجليزية ولكنه لم يجيد الخطابة مما أثار حفيظة معلمته فشكته  للمدير ولكن هل المدير يستطيع أن يقنعه؟ فهذا أشبه بحال كل الاسماء المطروحة الآن لتولي منصب رئيس الوزراء فهل تلك الأسماء يمكن ان تقنع البرهان ام يبحث عن أسماء أخرى.