منذ ان رحل الامام الصادق المهدي رئيس حزب الامة القومي ظل الحزب في حالة تخبط وعدم اتزان في مواقفه السياسية، الحزب أصبح في حاجة الي زعيم يتمتع بنفس صفات الإمام وقوة الشخصية واتخاذ القرارات السليمة
الذي نراه الآن ليس يشبه الحزب ولا بمواقفه التاريخية فمعظم قياداته لا ندري في اي اتجاه ستصوب افعالها و أعمالها رئيس الحزب الجنرال فضل الله برمة ناصر لا يستطيع علي قيادة الحزب في هذه المرحلة ولا في المراحل القادمة في ظل الصراعات والخلافات المكتومة ورغم عسكرية القوية ولكن تحس بضعفه أمام بعض القيادات
الدكتورة مريم تبذل قصارى جهدها ان تكون زعيم الحزب لكن اهلنا الانصار لايساهمون في ان تتولى قيادته امراة رغم الحراك الكبير الذي تقوم به الدكتورة مريم، اما أبناء الامام الصديق وبشرى ومحمد احمد وغيرهم لم يدخلوا اللعبة السياسية من اولها لذا ابتعدوا عنها وبدأوا المناورة من بعيد علي الاقل يقولون نحن موجودين
اما سيد مبارك الفاضل الذي يتمتع بشخصية قوية وطموح أكبر في تولي قيادة الحزب الا ان الخلافات السابقة مع الإمام وأبناء الإمام لم تمكنه من اختراق الجدار الحديدي الأنصاري إضافة الي ان سيد مبارك مترفع عن أهله الأنصار مما جعلهم لا يميلون اليه كثيرا
وهذا خصم من رصيده امام أهله وحتي حزبه لم تسمع باي عضو صرح باسمه وكأنما الحزب كله اختزل في شخصية سيد مبارك الفاضل، ان اكثر شخصية يمكن ان تكون مقبوله لقيادته في المرحلة القادمة الأمير عبد الرحمن الصادق المهدي رغم ما أخذ عليه من مشاركة في الإنقاذ علما ان تلك المشاركة كانت مباركة من قبل الإمام الراحل لقد حاول الإمام إشراكه مع الانقاذ حتي يتمرس علي فنون الحكم
وبالفعل نجح الي حد كبير في معرفة الجهاز التنفيذي وكيف تدار الدولة إضافة إلى القبول الكبير الذي يتمتع به وسط الأنصار وحزب الأمة، ان الأمير عبد الرحمن هو القائد المقبل للحزب لان قيادات الحزب الحالية لن تستطيع مواجهة المرحلة القادمة فالأمير عبد الرحمن شرس في مواقفه السياسية وقد شهدت له الساحة السياسية إبان فترة الانقاذ كيف كان يخطط لمعارضتها ونجح في عملية تهتدون وكيف خرج الإمام وأجهزة الأمن كانت تراقب حركاته وسكناته وكان مهندس هذا الخروج الأمير عبدالرحمن
ان حزب الامة يفتقد الآن الي القيادة التي تحاول ان تشكل مواقف ثابتة كالتي كان يعمل بها الإمام الراحل الصادق المهدي قالاضطراب الموجود من القيادات الان ربما يعصف بالحزب، وهاهو الفريق صديق اسماعيل نائب رئيس الحزب يتقدم باستقالته والأمين العام يدخل في صراع مع رؤساء الأحزاب بالولايات وهو لم يعرف ان ثقل الحزب في الولايات وكل الدوائر التي ترجح كفة الحزب كانت من الولايات واي صراع مع رؤساء الاحزاب بها سيفقد الحزب العديد من الدوائر
لذا لابد ان يعاد بناء الحزب بقيادات تستطيع ان تعيد التوازن له بدلا من تلك الحالة المضطربة التي يعيشها، ولو ظل الحال هكذا فإن الحزب سوف يتراجع الي أدنى المراكز كما هو حال كثير من الأحزاب السياسية التي لم تتمكن من التقدم خطوات الي الامام، ان حزب الأمة في ظل الانقسامات السابقة، ووفاة الإمام وزهد الإمام أحمد المهدي في العمل السياسي لن نتوقع ان يحافظ الحزب على صادرته، الا بلم الشمل والبعد عن تلك الصراعات والخلافات ورحمة الله تغشى الامام والامير نقدالله.