لم اتخيل ان الازمات التى اطاحت بنظام الإنقاذ وقاربت من الإطاحة بثورة ديسمبر العظيمة ان تنتهي بهذه الطريقة.
لاحظت خلال الايام الماضية والحالية ان وفرة قد طرات على رغيف الخبز بمختلف المخابز و انعدمت الصفوف إلا فى حالة انقطاع الكهرباء وعدم تمكن الخبازين من عجن الكميات المطلوبة، وفى هذه الحالة يكون هناك صفوف تنتهى ريثما يتمكن العاملون من الإيفاء بمتطلبات المواطنين ولكن فى الغالب انعدمت الصفوف بنسبة كبيرة جدا وبالامس.
لاحظت أحد المخابز عند الواحدة ظهرا يبيع الخبز للمواطنين وهذا لم نلاحظها طوال الفترة الماضية مما يؤكد ان أزمة الخبز قد انتهت تماما ،ام الخبز التجارى وأصبح يباع فى الطرقات العامة.
وفى بعض المخابز التى تبيع بأسعار تختلف عن الخبز التجارى نوعا وسعرا ولكنه متوفر بكميات كبيرة أحد المواطنين وهو من الجيل الذي عمل ضابط ادارى لفترة طويلة من الزمن وجاب مناطق السودان المختلفة.
قال لي إن أحد المخابز بمنطقة المربعات بامدرمان درج صاحبه الذى يدعى عطا المنان على تجهيز الخبز منذ الواحدة صباحا وتعبئته في أكياس وحينما يخرج المصلين من صلاة الصبح يجدونه جاهزا ولم يستغرق الواحد وقتا طويلا في أخذ كميته.
وقال لو عملت كل المخابز بما يعمله هذا المخبز لما وجدنا صفا واحدا أمام المحابز، اما الوقود والذى كان السبب الثانى فى سقوط الانقاذ وخلق أزمة للحكومة الانتقالية، ولكن بعد.تحرير الأسعار ومنع التهريب أصبح البنزين والجازولين متوفر فى كل الاوقات في الوفرة التى تشهدها محطات الخدمة ربما يقول قائل لأن الإنقاذ تركت الجالون ب٢٦ جنيه والآن ب١٤٤٠ جنيها والمواطن الان ليس له المال الكافي للشراء.
ولكن نقول لاولئك ان الوقود كان مهدرا وكثير من أصحاب المركبات لاشغلة لهم غير السير في الطرقات بلافائدة، ان الازمات التى شهدناه الفترة الماضية خاصة فى ابسط مقومات الحياة الان فى طريقها للتلاشي .
ان الشعب السودانى تعود على (النقة) هذا غير متوفر والحياة صعبة على الرغم من توفر احتياجاته ،صحيح هناك صعوبة على الفقراء والمساكين وشح فى المال ولكن لم نجد مواطن مات من الجوع،لذا فلابد ان نصبر على تلك الحكومة والعمل على مساعدتها حتى نتمكن من العبور كما قال السيد رئيس الوزراء ،فالسودان بلد به كل مقومات النهوض.
ولكننا محتاجين لقائد ملهم يتمكن من قيادة الشعب نحو الانتاج، فالارض بطر والماء متوفر والايدى العاملة متوفرة ولكن كيف ندفعها نحو الإنتاج بدلا من الجلوس أمام ستات الشاى والنميمة والقطيعة والنظر الى اعراض الناس.
نحن محتاجين ان يعمل كل مواطن مهما كان نوع العمل ولكن للاسف البلد مليانه( بالسماسرة والفاقد التربوي) الذي يعيش على الغير فإذا استطعنا ان نوقف السماسرة وأن يتجه الجميع نحو الإنتاج.
بالتأكيد سنعبر خلال فترة وجيزة وعلينا ان ترك العمل السياسي والحقد على الآخرين وأن نكون متصالحين مع أنفسنا ومع بعضنا البعض( فافة )السودانيين ممثلة فى الحقد والحفر والأنانية والضرب تحت الحزام لذا فإن القائد.الملهم سيدفع الجميع للعمل.
كما فعل القائد الهندي المهاتما غاندي ونهرو ،او مهاتير محمد ،او حتى رئيس رواندا الذى استطاع ان يوحد الشعب الرواندي وعبر بها خلال فترة وجيزة ،نحن نملك كل المقومات التى تجعلنا دولة ناهضة لكن للاسف نكيد لبعضنا البعض وإذا قلنا الخبز متوفر بضحكوا علينا بقولوا لينا متوفر ما الإنقاذ كانت متوفرة بجنيه البنزين ب٢٦ جنيه يجب ان ننسى الماضى ونعمل من اجل المستقبل الزاهر لهذا الوطن وللأجيال القادمة.