الرئيسية » المقالات » ولنا رأي [صلاح حبيب]الي جنات الخلد يا محجوب!!

ولنا رأي [صلاح حبيب]الي جنات الخلد يا محجوب!!

حبيب

publicize twitter facebook]

حرمني المرض من المشاركة في تابين الراحل المقيم الزميل محجوب عبدالرحمن الذي رحل عن دنيانا اثر علة لم تمهلة طويلا، لقد كنت متابعا للجنة العليا للتأبين التي نبعت فكرتها من الزميل عادل مهدي واخترت رئيسا للجنة ولكن لظروف خاصة اعتذرت في ما تولى راستها الزميل الاستاذ اسماعيل حسن وظلت اللجنة تعقد اجتماعاتها بمكتب الاستاذ شبونه منذ رمضان الماضي حتى كللت بالنجاح وأقامت الاحتفال الذي امه عدد كبير من الزملاء والزميلات وأصدقاء الراحل محجوب وأسرته
لقد رحل محجوب عن دنيانا وهو في قمة العطاء ولولا الموت حق علينا جميعا لقلنا بانه باق بيننا ولم يرحل، لقد عرفنا محجوب منذ اكثر من عشرين عاما بصحيفة السودان الحديث فهو الانسان طيب المعشر صديق الجميع دائما هاش باش لم تفارق شفتاه تلك الابتسامة فهو رجل ودود تلتقيه لأول مرة وكانك تعرفه منذ ازمان بعيدة و توثقت الصلة بيننا وبينه بصحيفة الأنباء ثم صحيفة الرائد ولكن ازدادت الصلة اكثر وقويت عندما جاء إلى صحيفة المجهر فقد عرفته أكثر وتعمقت الصلة بيني بينهو كان يصحبني دائما بسيارته في المناسبات المختلفة الفرح او الكره عند وفاة احد أقرباء الزملاء وما ان اخبره بخبر
كان دائما يقول لي انتظرني نمشي مع بعض.. محجوب كان انسان محجوب صاحب القلب النقي الطاهر السيرة والسريرة، كنت اتعجب لزميل وهب نفسه لخدمة الآخرين كانت سيارته عبارة عن ترحال فكل من لم يجد وسيلة مواصلات كان محجوب حاضرا لخدمة الزملاء، لقد ارتبطت علاقة وثيقة بينه وبين زوجته الدكتورة سهير لم يكونا ازواج بل اصحاب كثير ما نكون عائدين فيقول لي نخشي سهير بالعيادة واحيانا اتركه ويظل منتظرها لوقت متاخر من الليل بعد ان تفرغ من العيادة
وهذه حالة نادرة للازواج لم يعكر صفو تلك العلاقة اي شائبة كما نراها بين الأزواج، حينما ضربت البلاد الكرونا وتوقف العمل بالمجهر كنت دائما اتصل عليه فنظل في لقاء عبر الهاتف لفترة من الزمن لك انقطع عنه ولكن في احدى القروبات قرات لاحد الزملاء يطلب من الاخوان الدعاء لاخونا محجوب الذي اصيب بداء الفشل الكلوي
وبدا إجراءات الغسيل اتصلت علي الزميل وتحدثت معه بانني كنت علي الهاتف قبل يومين ولم احس بان الاخ محجوب مريض فعاودت الاتصال به فقلت له هل أنت مريض يامحجوب؟ وهل أجريت غسيل كلي؟ فقال لي نعم غسلت، لكن الحمد لله الامور عادت طبيعية
وبعد عدة أيام اتصلت عليه يدلني على منزل الزميلة فاطمة الصادق لتقديم واجب العزاء في وفاة والدتها فقال لي ماتمشي انا جايي نمشي سويا وبالفعل وصلني قبل صلاة الجمعة فقال لي سهير نزلتني وحتمش وتجي نطلع سويا فقلت له خلاص جمبنا مسجد بصلي سريع وبالفعل ذهبنا ادينا صلاة الجمعة عدنا وطلبت من المدام اعداد الفطور بسرعه لاني طالع مع محجوب لشمبات وفي تلك اللحظة جاءت الدكتورة سهير فقلت لها الفطور جاهز ناكل ونطلع وبالفعل جلسنا ثلاثتنا، في أثناء الاكل لفت نظري أن الدكتورة سهير همست لمحجوب وهو بياكل انت يا محجوب كويس فقال لها اي كويس مافي حاجة، خرجنا لأداء واجب العزاء لوالدة الاستاذة فاطمة تهنا من البيت وطلبنا من احد الزملاء وصف المنزل وبالفعل أرسل لنا اللوكيشن فكان اللوكيشن يخبرنا ادخل يمين يسار امشي طويل لحدي ما وصلنا خيمة العزاء فقال لي محجوب والله اللوكيشن قرب يقول لينا ادخلكم لفاطمة الصادق وله تقدوا في الخيمة
هذا كان اخر يوم التقى فيه الاخ محجوب حتى أيقظني بعد ايام قليلة احد الزملاء فقال لي صحيح محجوب مات؟ فقلت محجوب منو بخلعة فقال لي محجوب عبد الرحمن لم اصدق الخبر لحظتها فتسمرت في مكاني ولم أستطع فعل شيء، حتى اكدت لي الخبر الزميلة رقية ابوشوك
لقد رحل الأخ محجوب عن هذه الدنيا طاهرا مطهر نقي السيرة و السريرة باسم الثغر ودودا مع الكل، الا رحمك الله اخي محجوب والهم أسرتك ورفيقة دربك الدكتورة سهير الصبر الجميل ولانقول الا مايرضي الله انا لله انا اليه راجعون. وجزي الله الاخوان والاخوات الذين قاموا بهذا العمل الكبير تخليدا لذكراه فقد كان تاببنا مشرفا يليق بالاخ الراحل محجوب