الرئيسية » المقالات » ولنا رأي [صلاح حبيب]الصراع القبلي يطرق أبواب الخرطوم!!

ولنا رأي [صلاح حبيب]الصراع القبلي يطرق أبواب الخرطوم!!

حبيب

سيرت قبيلة الهوسا بولاية الخرطوم أمس الأول مسيرة تضامنية للقبيلة التي تعرضت للهجوم بولاية النيل الأزرق وادت الى وفاة العديد منهم
ان مسيرة قبيلة الهوسا بالولاية يعد جرس إنذار متأخر وليس مبكرا لحكومة ولاية الخرطوم التي تقف مكتوفة الايدي للذي يجري بولايات السودان المختلفة في ظل الصراع المحموم بين القبائل المختلفة التي ظلت في حالة احتراب في ما بينها
لقد حذرنا الحكومة من قبل عما يجري بين القبائل والصراع المسلح في ما بينها ولكن الحكومة نائمة في العسل ففي اليوميين الماضين وفي ظل غياب الدولة تم إلقاء القبض علي عدد يقدر بواحد وعشرين فردا بمدينة امدرمان مستغلين عربتين ويحملون أسلحة بيضاء فتحت في مواجهتها بلاغا تحت المادة 169 و69 الاخلال بالسلامة بالقسم الاوسط بامدرمان ،
ان الذي يجري الان بولاية الخرطوم هو بمثابة جرس انذار للحكومة التي مازالت تتعامل مع الأمور ببرود شديد مما يفقدها هيبتها، ان ولاية الخرطوم الان يستغلها اكثر من خمسة عشر مليون نسمة وإذا ما حدث الانفلات الأمني فمن الصعب السيطرة عليه في ظل تدفق القبائل المختلفة التي نزحت إلى الولاية بسبب الظروف الاقتصادية الطاحنة التي أجبرت الكثيرين على النزوح للولاية
لقد فقدت الولاية امنها وأمانها وقد لاحظنا الفترة الماضية عمليات الخطف والنهب لممتلكات المواطنين من قبل مايسمى ب (9) طويلة التي خلقت الذعر في النفوس وجعلت المدينة تنام باكرا
ان ولاية الخرطوم هي العاصمة التي كانت مضرب المثل في الأمن والاستقرار ولكن تراخي الجهات المسؤولة بالدولة جعل الكل ياخد حقه بيده فحينما كثرت عمليات الانفلات الأمني تعدي العصابات والمتفلتين على ممتلكات المواطنين وعدم التصدي الاجهزة الامنية لهم جعل المواطنين يشكلون مجموعات للتصدي لأولئك المتفلتين وقد خفت عمليات تسعة طويلة بعد ان تصدى لها المواطنين
ولكن ما شهدناه من مسيرة لقبيلة الهوسا بولاية الخرطوم يشجع بقية القبائل الأخرى التحرك ولكن المرة القادمة لن تكون مسيرة حضارية وسلمية بل سوف تستغلها أطراف أخرى لزعزعة امن الولاية
لذا لابد ان تفرض الدولة هيبتها التصدي لكل قبيلة تحاول ان تزعزع الامن مهما كانت تلك القبيلة حتى تعود للدولة هيبتها كما كان يفعل الرئيس الراحل الاسبق جعفر نميري الذي حاول القضاء على القبلية والتصدي لها مما جعل الدولة تعيش طوال الستة عشر عاما من حكم الرئيس نميري في أمن عدي المحاولات السياسية المختلفة.. وكذا الحال كان في نظام الإنقاذ التي كانت تقضي علي اي محاولات تستهدف الدولة مما جعل الدولة تحافظ على هيبتها،
ولكن للاسف بعد ثورة ديسمبر المجيدة التي ظن البعض بانها ستعيد للوطن القه وجماله وهيبته الا ان تراخي الدولة وعدم حسمها للامور في وقتها شجع الكثيرين على التحرك هنا وهناك وشهدت ولايات دارفور عدم الاستقرار الامني طوال الفترة الماضية وراح ضحية هذا الصراع القبلي العشرات من المواطنين الأبرياء واذا ظلت الحكومة المركزية غائبة عن لعب دورها الأساسي في حفظ الأمن
فإننا مقبلون على حالة من الانفلات الأمني سيقضي علي كل شئ وقد لاحظنا تلك المسيرة القبلية التي تحركت من جنوب الحزام الاخضر حتي وصلت الي نفق عفراء وقد حاصرتها الأجهزة الامنية بتلك المنطقة بطريقة حضارية ولاقدر الله اذا فلت عيار ناري لاحترقت الخرطوم تماما في ظل وجود السلاح الكثيف في أيدي المواطنين
وقد اكد ذلك عملية الضبطية التي قامت بها اجهزة الشرطة بمدينة امدرمان لتلك المجموعة وتحرير بلاغ في مواجهتها ومن ثم تقديمها للمحاكمة فاذا لم تظل اعين الاجهزة الامنية بالولاية مفتوحة سنشهد مالم تحمد عقباه الايام القادمة.