كانت موسكو أو روسيا في وقت مضى سباقة في توفير المنح الدراسية لابتعاث العديد من الطلبة السودانيين في ظل الفرص القليلة التي توفرها الجامعات السودانية، أن روسيا لها القدح المعلي في استقبال الطلبة السودانيين في مجالات التخصصات المتعددة الطب والهندسة والعلوم المختلفة،
ورغم تخوف الأسر من اعتناق الأبناء خلال وجودهم بموسكو الفكر الشيوعي ولكن ظلوا متمسكين بعاداتهم وتقاليدهم وقد ساهم أولئك الخريجين في نهضة البلاد بل ظلت البعثات مستمرة وعمليات التأهيل والتدريب في موسكو لم تنقطع ،
أن روسيا تعد من الدول العظمى التي تعمل في صمت دون أن تتأثر بأي أمر آخر وكذا السودان فظلت العلاقات بينهم من أجل المصلحة والمنفعة المشتركة عكس الولايات المتحدة الأمريكية التي تريد أن تكون علاقاتها وفق المنفعة دون أن تقدم لك شيء
وقد لاحظنا إبان حكم الإنقاذ والذي تضرر من امريكا والعداء الذي فرضته عليه مما جعل الحكومة تتجه إلى الشرق وفي الشرق الصين الدولة العظمة شارك السودان الصين في استخراج البترول بعد أن أغلقت أمريكا آبار البترول المكتشفة ومنعت الخبراء العمل في السودان بل فرضت حظرا كاملا عليه، ومن ثم قامت بوضعه في قائمة الدول الراعية للإرهاب وتضرر السودان لفترة طويلة من هذا الحظر بينما روسيا ظلت في علاقاتها مع السودان ولم تتأثر بذهاب نظام أو عودة نظام آخر ظلت تعمل مع السودان دون ضوضاء مما انعكست العلاقات إيجابا
فالسودان في ظل الحصار الاقتصادي لجأ للأصدقاء مثل الصين وروسيا ونمت العلاقات بينهم وتطورت بينما الولايات المتحدة الأمريكية توعد ولكن لاتف بوعدها بل دائما تخلف وعودها، لذلك في ظل الدولتين العظميين الصين وروسيا ستنتعش العلاقات مع السودان أكثر
اما الولايات المتحدة الأمريكية لن تستطيع أن تفعل شئ خاصة في ظل محاولة الهيمنة وفرض العقوبات المتكررة بسبب أو بدونه فالسودان ربط مصيره وفق مصالحه مع الروس الذي يعملون بجد مع الأصدقاء، فالسودان بعد التحول الذي حدث محتاج إلى سند حقيقي خاصة في مجالات الأسلحة والمعدات المتطورة التي تساعده في عملية النهضة، فالولايات المتحدة وعدت حكومة الإنقاذ بمدها بكل ما تحتاجه عقب توقيع اتفاق نيفاشا لكن للأسف لم تف بأي وعد حتى سقوط النظام فكانت الوفود السودانية تذهب إلى أمريكا دون أن يكون هناك تغير في مواقفها
لذا من الأفضل للسودان في مقبل أيامه أن يتجه نحو روسيا والصين لأن خلاص الاقتصاد السوداني وانتعاشه لن يتحقق إلا في ظل حلفاء أوفياء، وقد سبق أن عدت الصين دفعت ومهندسيها نحو السودان وخلال فترة وجيزة تم استخراج وتصدير البترول، وانتعش الاقتصاد السوداني وأصبح الدولار يساوي ثلاثة جنيهات بعد أن وصل إلى أكثر من أحد عشر جنيها، لذا فإن الفكاك من الهيمنة الأمريكية والتحالف مع روسيا أفضل وأنفع للسودان،
فامريكا تريد أن تأخذ ولاتعطي وقد شهدت احد دول الخليج كيف تم ابتزازها من قبل الرئيس الأمريكي ترمب ونال أموالا طائلة منها في ما وعد السودان برفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب لكن لم يف بوعده، أن العلاقات السودانية الروسية لابد أن تصل إلى مراحل متقدمة أكثر من أجل مصلحة البلدين والتخلص من الوصايا والهيمنة الأمريكية.
أن روسيا لم تربط علاقاتها مع السودان مع النظام القائم بل تعمل من أجل الشعب، وهذا ما لاحظناه الآن في ظل الحكومة الانتقالية فهي تعمل من أجل مصلحتها ومصلحة الشعب السوداني.. فنأمل أن تتطور العلاقات أكثر حتى يخرج السودان من الحالة التي يعيش فيها الآن.