كلما يصبح صباح نجد الحالة السياسية فى السودان متراجعة الى الوراء مليون مرة فبعد التراشقات والاتهامات عبر الفضائيات المختلفة بين المدنيين والعسكريين
قلنا الحالة هدات وكل جهة اخرجت الهواء الساخن لتمضي المسيرة الى الأمام ولكن للاسف لم تهدأ الحالة فشهدنا بالأمس حالة جديدة بين المكونات المختلفة للحرية والتغيير ولم اى جهة التى يحق لها حكم البلاد خلال الفترة الانتقالية.
فكل جهة تعتبر نفسها الوصي على حكم البلاد وقد قالها رئيس مجلس السيادة الانتقالى الفريق البرهان حينما ثار على المكون المدنى فى التراشقات بين الطرفين عقب الانقلاب الذي حدث الثلاثاء الماضى.
ان الفترة الانتقالية التى كنا نتوقع ان تكون قد حسمت الكثير من القضايا السودانية السياسية منها والاجتماعية، لكن للاسف حتى الان لم ننتقل من الخانة الاولى التي تليها .
ان الذى يجرى الان بين الاطراف التى تحاول ان تهيمن على المشهد السياسي يؤكد اننا مازلنا غير جديرين بالتحول الديمقراطى او كيف نمارس الديمقراطية فى أنفسنا ،صحيح الفترة الماضية من العامين التى تحكمت فى حكم البلاد مجموعة لم تستطع حسم الأمور فى ما بينها.
لذلك نجد المشهد السياسي يوميا محتقن بين الاطراف التى لم تكن على قلب رجل واحد، ان ثورة ديسمبر المجيدة كانت حلم الجميع.
لكن للأسف تبددت كل الاحلام خاصة وسط الشباب الذين ماتت أحلامهم التي وضعوها داخل ميدان القيادة الشباب كان يحكم سودان يسع الجميع سودان يحقق حلم وآمال وتطلعات شعبه من الامن والسلام والاستقرار والحياة الكريمة
لكن للأسف حتى الشباب الذين ضحوا بدمائهم الطاهرة لتمضي الثورة الى الأمام لكن حتى الان لم يقتص من قتلهم ولم تعرف من هى الجهة التى ازهقت ارواحهم وأصبحت الاتهامات متبادلة ولجنة التحقيق لم تتوصل الى الحقائق او توصلت
ولكنها ليست راغبة فى كشف المتورطين خشية على نفسها او على من اول لها هذه المهمة،ان السودان الان يسير فى طريق مسدود ولا اظن ان الاطراف المتصارعة سوف تصل الى نتائج يمكن من خلالها المضي الى نهاية النفق
المكونات المختلفة من قوى الثورة ان لم تتحد فإننا موعودون بمصير بعض دول الجوار التى تمزقت بسبب الخلافات والصراعات عقب الثورات التى اندلعت بداخلها،لذا فان المشهد قاتم ولا ندري الى أين يسير السودان فى ظل هذا الاحتقان السياسي.