مازالت الجامعات الحكومية مغلقة ومازالت الدفع متكدسة في سنة واحدة، أن إدارة الجامعات الحكومية يجب ألا تربط العملية التعليمية بالقضايا الأخرى زيادة المرتبات أو العلاوات أو غيرها من المطالب التي وقفت حجر عثرة في استمرار العملية التعليمية، فالجامعات الحكومية كأنها تعيش في عالم آخر
عكس الجامعات الخاصة التي ظلت في مواصلة دراستها ولم تتأخر أي دفعة عن مواصلة تعليمها فالطلاب الذين التحقوا في عام واحد بالجامعات الحكومية والآخرين بالجامعات الخاصة نجد أن طلبة الخاصة قاربوا على التخرج بينما طلبة الجامعات الحكومية مازالوا بالسنة الأولى
مما جعل كثير من الأسر إلحاق أولادهم بالجامعات الخاصة أو البحث عن جامعات خارجية كمصير أو تركيا أو ماليزيا أو أي دولة يتمكن الطالب إنهاء دراسته في نفس الفترة المحددة، أن الجامعات الحكومية اضاعت
ملايين الدولارات على إلدولة نظرا لتراجع أسر المغتربين من إلحاق أولادهم بالجامعات السودانية حتى الخاصة منها بناء على التأخير في تخرجهم في الزمن المحدد، أن وزارة التعليم العالي يجب أن تضع ضوابط للتعليم بالبلاد وعلى الأساتذة الذين لا تكفيهم مرتباتهم البحث عن وظيفة أخرى حتى لاتتاثر العملية التعليمية بسبب تلك الاحتجاجات
فكثير من الأسر تستقطع من لحم جلدها حتى يتعلم أبناؤها لكن للأسف كل ذلك ضاع مع احتجاجات الأساتذة، أن ثورة ديسمبر العظيمة التي كانت بمثابة طوق النجاة لكل قضايا الوطن الا أنها جاءت عكس ما كان يشتهي هؤلاء الشباب
فالحياة كلها تعطلت ولم تقف على العملية التعليمية فكل الحياة أصبحت في تراجع للخلف بصورة مريعة حتى ظننا بأننا في القرون الوسطى فالحكومة الانتقالية التي عولنا عليها لإخراج البلاد من أزماتها الاقتصادية والسياسية لم نجد بندا واحدا قد تحقق، فالسبب الذي كان شرارة إزالة النظام السابق
الآن أصبح عصيا على الأسر شراؤه، فالقطعة التي كان بجنيه اليوم أصبحت بخمسين جنيها والبنزين الذي كان سعر الجالون منه ثمانية وعشرين جنيها اليوم قارب على الألفي جنيه أو الاثنين مليون كما يجري إلى كثير من الناس تسميته،
لذا فإن الوضع كارثي على كل المستويات ولم تستثن الجامعات التي مازالت تقف في مكانها منذ عملية التغيير التي حدثت في 2019، أن الوضع السياسي إذا لم يجد حكماء لمعالجته فلن نستطيع الخروج من تلك الأزمة في ظل المواقف المتعنتة بين المدنيين والعسكريين،، لذا على إدارة الجامعات أن تستأنف الدراسة بكل الجامعات مع إضافة محاضرات، حتى تتمكن الدفع المتراكمة الخروج من ذلك النفق الدراسي.