الرئيسية » المقالات » وطن النجوم[علي سلطان] مومباي..اصبع السلطان “1”

وطن النجوم[علي سلطان] مومباي..اصبع السلطان “1”

سلطان

مصاب السكري اجاركم الله يفزع من كل امر يطرأ على جسده.. حبه صغيرة على جفن العين، دوخة خفيفة، حساسية في الجلد..
والاخطر بين كل ذلك جرح صغير.. اصبع ملتهب، فطريات في القدم.. الخ..
الاصبع الصغير في القدم الايسر قادني الى رحلة طويلة غارقة في تفاصيل كثيرة.
ذات  صباح قبل شهر وبضعة ايام.. صحوت على الم خفيف في الاصبع الصغير من القدم الايسر.. ومع الحذاء الضيق زاد الالم ثم تطور الامر الى شعور بالبرد ورجفة.. عاد بي ابني الى المنزل محموما.. تورم الاصبع والزمني السرير لعدة ايام.. بين المستشفي وتغيير الجرح.. اتضح انني مصاب بالسكر وان ضغط الدم مرتفع.. بين يدي الطبيب الدكتَور محمد عثمان الجميعابي نلت حظا من التأنيب الشديد على اهمالي وقلة اهتمامي وقد استفحل في السكري والضغط.. اظهرت الفحوصات نتائج غير مشجعة.

 فكان لابد من دق ناقوس الخطر.. ولابد من  الالتزام الصارم بالعلاج ومفارقة السكر الابيض وكل لذيذ الطعم عدا طيب الكلام والاصدقاء.. وكنت مهموما بالجرح اكثر  خشية  ان يتحول ما لا يحمد عقباه.. قادني الاصبع الصغير الى مومباي في رحلة غير مخطط لها.

 وقادني تغيير الجرح هناك  مصادفة الى احدى اكبر مستشفيات مومبايWOCKHARDT.. وهي مستشفى تجمع بين الحداثة والتطور والاناقة والطب بخبرات قديمة متجددة.. كان مقترح السستر التي غيرت جرح الاصبع ان اراجع طبيب السكر.
 الاخ الفاضل دكتور ياسين حسين الذي كان وراء هذه الزيارة اقترح علي افضل طبيب معالج للسكر في مومباي وفي المستشفى نفسها..حين قابلته وحكيت لي حكايتي.. قال إننا اول مايراجعنا مريض السكر ننظر الى قدميه  قبل وجهه.. واضاف لابد ان نتعرف اولا على حالتك الصحية ثم نحدد  نوعية العلاج.. وطلب مني اجراء فحص شامل كامل. وفي اليوم التالي جئت الى المستشفى صائما.. تم  استقبالي بشكل لطيف ثم وجدت نفسي في برمجة منظمة دقيقة لم اجد منها فكاكا..

 لم يترك الفحص شاردة ولا واردة بعد ان تم اخذ 5 كونتينرات صغيرة من الدم.. وعينة من البول  وتم فحص السكري وقبله قياس الضغط والوزن والطول.. ثم بين اجهزة متعددة تم  كشف بالاشعة للصدر وكشف على القلب والرئة والكلى والبروستات  ومن بعد مقابلة طبيب الانسان والانف والاذن والحنجرة والعيون.

وتواصل الفحص لليوم الثاني على التوالي حتى عدت اخيرا لطبيب السكر  الذي تسلم كل النتائج كاملة َوبعد ان دقق عليها واطلع على ادوية دكتور الجمعيابي  قال إنه لن يبدل الادوية التي بحوزتي واضاف لي دواء آخر ثم قدم لي حزمة من النصائح والتعليمات حول نَوعيةالغذاء وماعلي تجنبه او الحذر منه. وطلب مني العودة بعد ثلاثة اسابيع لمزيد من المتابعة والاطمئنان..
لم تنته علاقاتي بالمستشفي حيث كنت اغير جرح الاصبع يوما بعد يوم.. ثم تعدل الامر الي زاوية أخرى حيث تلقيت دعوة من الدكتور علي حسين رئيس قسم العلاقات الخارجية والترجمة  والدكتور شوبانا المدير الطبي بالمستشفى للتعرف على المستشفى والغداء معهم.. وتلك حكاية اخرى من حكايات اصبع السلطان بين الليالي والايام في قلب مومباي.