اليوم الأحد وماقيه من 24 ساعة هي أسعد أيام قطر في تاريخها المعاصر.
اليوم تتجه أنظار العالم كله في كل قارات الدنيا الى قطر.
العالم كله يحتفل مع قطر بيوم عيدها الوطني.. والناس كلها تعرف ان اختتام المونديال يصادف اليوم الوطني لقطر.. فيالها من مناسبة وياله من توقيت ذكي فريد.
جمعت قطر الحب والجمال من كل أطرافه.. وقدمت للعالم كله شهرا من المتعة الخالصة مع المونديال وما قدم على هوامشه من برامج وفعاليات وأنشطة كانت هي بحد ذاتها متعة تقترب من متعة مباريات كرة القدم.
اجتمع العالم في قطر على المحبة والوئام رغم المنافسات الكروية القوية رغم الدموع والاحزان والافراح.. كان لقطر حديث آخر بكل اللغات لغات المحبة والسلام.
لم تفلح المحاولات الخبيثة لافساد المونديال افشال قطر وافشال تنظيمها لاكبر حدث رياضي عالمي لا يتكرر الا كل اربع سنوات.
أدهشت قطر العالم الأول والثالث.. واتعبت الدول التي ستأتي بعدها في تنظيم كأس العالم.. فقد قاربت المستحيل بل وتفوقت عليه..!!
صعبٌ في هذا القرن الحادي والعشرين والألفية الثالثة أن تُدهش أحدا فقد بلغ العالم مستوى من التفوق اصبح فيه الادهاش وجلب الدهشة نادرا.. ولكن قطر نجحت في ان تدهش العالم بكل حب، وان تُخرس الالسنة الحِداد التي حاولت سلق قطر على سطح صفيح ساخن.. ولكن خاب مسعاهم وارتدت اللعنة عليهم فخابوا وفشلوا ورجعوا نادمين خاسرين تلاحقهم اللعنات اينما حلوا..!
لله در قطر وشعبها واميرها المفدى الشيخ تميم وقيادتها فقد كانوا سفراء بلادهم وفرسانها.. اهل جود وكرم وعزة ومنعة.
سماحةُ الإسلام كانت في قطر تمشي على رجلين.. عظمةُ الاسلام و وسطيتُه كانت ترفرف في سماء قطر.. وشهد ضيوف قطر تعاملا حضاريا لا نظير ولا مثيل له!!
منعت قطر تعاطي الخمور في الملاعب ومنعت اي مظاهر انحراف وأشكاله.. فاكتشف الكثيرون ان المسكرات كانت خصما علي الاستمتاع بالكرة.. صرحت كثير َمن النساء من المشجعات انهن لاول مرة يستمعن بكرة القدم ومباريات كاس العالم بعيدا عن التحرش والعنف والاساءة..!
لله در قطر اميرها وقيادتها وشعبها فقد كَسِبوا احترام العالم.. واحيوا الوحدة العربية التي كانت نائمة فاستيقظت في قطر.. عادت اللُحمة الخليجية.. وعاد البيت الخليجي الواحد اخوة متحابين.. وتعانق العرب من المحيط الى الخليج محبة كادت ان تضمحل..!!
لله در قطر..
عملت قطر طوال اثني عشر عاما في صمت، وفي تخطيط استراتيجي بديع.. وكان الاعداء ينهشون لحم قطر ويسخرون منها كقوم النبي نوح عليه السلام عندما سخر منه قومه وهو يصنع سفينته.. حتى جاء الموعد وفار التنور نجا نوح ومن آمن معه.
لقد صنعت قطر سفينتها على ارضها.. وحققت نجاحها وانتصارها المذهل ليس انتصارا في تنظيم المونديال بل انتصارا عالميا وضعها في مصاف الدول الكبرى الرائدة.
اليوم يوم استثنائي في سماء قطر الحبيبة.. لا يهم من يفوز بكأس العالم.. فالكرة غالب ومغلوب.. ولكن المنتصر الحقيقي والفائز الاول هي قطر اميرا جميلا لطيفا و قيادة ذكية حكيمة وشعبا رائعا ومقيمين اوفياء ومشجعين احباب واصدقاء.. والفائز هو الامة العربية والاسلامية التي ساندت قطر و وقفت معها كما يجب ان يكون التآزر والتعاضد.
غدا الاثنين يصمت هدير الملاعب وهتاف المشجعين.. ستكون ايام ما بعد المونديال بائسة على عشاق كرة القدم.. سيعودون من جديد دوريات أوروبا وأمريكا اللاتينية.. ولكن كل شى يبدو بلا طعم بعد مونديال قطر.
تحية عطرة وسلاما ارق من النسيم الى دوحة العالم.