كانت تلك ليلة خالدة، كانها من ليالي الف ليلة وليلة، لن ينساها القطريون ابدا.. وذلك حين فازت قطر بشرف تنظيم نهائيات كأس العالم لكرة القدم عام 2022 بعدما اختيرت في التصويت الذي جرى مساء الخميس الثاني من ديسمبر 2010 بمقر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في مدينة زيورخ السويسرية وشارك فيه أعضاء اللجنة التنفيذية للاتحاد.
وقد أعلن رئيس الفيفا السابق جوزيف بلاتر عن نتيجة التصويت لتصبح قطر أول دولة عربية وكذلك أول دولة في الشرق الأوسط تنال هذا الشرف.
وفور إعلان النتيجة وجه بلاتر التهنئة للوفد القطري الذي كان تلقى دعما كبيرا بحضور أمير دولة قطر السابق الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وحرمه الشيخة موزة بنت ناصر المسند ورئيس الوزراء وزير الخارجية السابق حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني.
الخبر اسعد كثيرين داخل قطر وخارجها، ولكنه في الوقت ذاته اغضب كثيرين من اعداء قطر وخصومها وحسادها..!
ومنذ الثاني من ديسمبر 2010تغير الحال في قطر، واصبحت قطر الان مختلفة تماما وبشكل مدهش عن قطر قبل اثنتي عشرة سنة.
لقد وضعت قطر نفسها امام تحدٍ عالمي خطير، ووضعت نفسها على المحك.. وجعلت العالم كله يتابع باهتمام.. مالذي ستصنعه قطر في العقد المقبل من السنوات لكي تنظم بطولة كاس العالم بما يليق بهذه المناسبة العالمية المرموقة.
اربع وعشرون ساعة في اليوم خلال اثني عشر عاما من العمل الجاد المخلص دون توفق.. الكثير من الدروس والعبر والدموع والضحكات والنجاحات والخيبات والآمال تجدد! وطريق طويل من الكفاح والجهاد والبذل والعطاء. والدهشة.. َوفق خطط عالمية مدهشة انكبت علي تنفيذها كبريات الشركات العالمية في كل المجالات بدء بالبنية التحتية والمرافق الرياضية الحيوية والاستادات التي الهبت حماس العالم عند الانتهاء منها وتجريبها واعدادها لليوم الموعود.
ما صنعته قطر وحققته عمل غير مسبوق ونجاح ومفخرة ليس لقطر وحدها بل لكل الوطن العربي والاسلامي ولدول العالم قاطبة.
واني لاعجب حقا ليس من التخطيط و الخطط والخرائط والعمل بدقة متناهية.. ولكن اعجب من تلك المصفوفة الدقيقة الخطيرة التي ادير بها هذا العمل بكل تشعباته وتشابكه وتعدده..! وكان هناك عصا مايسترو تحرك هذا الابداع في مجالاته كافة.
وراء هذا العمل العظيم وهذا الانجاز الفريد صاحب السمو الامير تميم بن حمد آل ثاني امير دولة قطر الذي تسلم زمام المبادرة ولواء المونديال من والده صاحب السمو الامير حمد بن خليفة آل ثاني الذي تم في عهده فوز قطر بتنظيم كاس العالم في نسخته العشرين.
وكان امير قطر الشاب على قدر المسؤولية والتحدي والعزم والصبر والحلم بل ومكارم الأخلاق.
و(على قدر اهل العزم تاتي العزائم وتاتي على قدر الكرام المكارم)..
وكان الأمير تميم ومايزال هو ربان السفينة وقبطانها الماهر حتى رسا بها على شاطئ الامان، بعد ان واجهت العواصف والانواء.. ولكن تجاوزت قطر كل ذلك بحكمة ومسؤولية وترفع.. لتقدم لكل العالم أروع ما يقدم للناس من إنجازات مذهلة فاقت حد الخيال والتمني..!