منذ ان اهداني اخي الحبيب وصديقي العزيز شاعرنا الكبير فتح الله ابراهيم احمد ديواني شعر الجزء الاول والثاني للشاعر العراقي الكبير بدر شاكر السياب رحمه الله، وانا متعلق بهذا الشاعر الجميل الفريد.
كنا ضيوفا على فتح الله ابراهيم في مساء جميل في يوم من أيام اكتوبر في عام1979منزله الأسبق بالصحافة وكان معي الاخ العزيز الباشمهندس حسن الطيب والذي حظي ايضا بهدية قيمة ديوان شعر ايضا.
كنت انا وفتح الله زميلي دراسة في شندي الثانوية وجمعنا فصل واحد سمي التجاني على شاعرنا العملاق التجاني يوسف بشير.
منذ الوهلة الاولي ونحن في الصف الاول لفت انتباهنا فتح الله بشخصيته وشاعريته وطريقته الرائعة في الالقاء..وطيبته التي اكسبته محبة الحميع، فحظي بالحب والاعجاب.
جمعنا الادب والشعر فاصبحنا اصدقاء..
حفظت عن ظهر قلب قصيدته التي ألقاها ونحن في الفصل..
الشعر صرح في السماء معلق.. والناس تكبو في الحضيض وتشهق.. فهناك قافية رقيقة كالصبا.. وهنا البيان معربد ومشقشق.. وما زلت احفظ تلك الأبيات الى يومنا هذا.
انتخب فتح الله رئيسا لاتحاد طلاب شندي الثانوية وكنت نائبه.. ولكن لظروف مرضه فقد غاب فترة عن المدرسة في تلك الفترة التي شهدت ما سمي بالانتفاضة على نظام جعفر نميري في عام1972 او 1973 لا اذكر ولعلها انتفاضة سبتمبر.
وكانت ذكريات حميلة بين كر وفر مع السلطة انذاك.. الان ابناؤنا ذكرونا ذلك الماضي وهم منذ ديسمبر يستيدون المشهد السياسي.. والان اصابهم الاحباط كما اصابنا ذات يوم..!!
اشتهر فتح الله مع شعره الرصين باشعاره الغنائية.. وقدم لنا الفنان محجوب كبوشية ابن بلدته على مسرح شندي الثانوية.. ومع الشعر والادب وسمته،كان فتح الله محبا مفرطا في الحب لفريقه المريخ. َوقد اصبح بعد سنوات اداريا مرموقا في مجلس ادارة نادي المريخ.
بعد الثانوي عمل فتح الله في فندق الهيلتون لبضع سنين، فكان محطة مهمة لنا هناك عندما نعود من الامارات في اجازاتنا السنوية.
تبدلت اشياء كثيرة في حياة فتح الله الا عشقه للشعر.. فهو شاعر وطني غيور محب لبلده وللقضية الفلسطينية.. ومازال.
كنت انوي الكتابة عن الشاعر بدر السياب ومطلع قصيدته التي اعشقها
ياربي. لك الحمد مهما استطال البلاء ان الرزايا عطايا وان المصيبات بعض الكرم.
ولكن اخذني فتح الله بجماله كما يأخذنا دائما بجميل شعره وطبعه. فله التحية.