وتبدا قطر اليوم الثلاثاء يوما ثالثا من ايام عرسها الكروي الذي ابهج العالم بعد شهور قاسيات كئيبات مع كوفيد 19الذي أصاب الحياة في كل الدنيا بالشلل التام.. وتلك اول احتفالية عالمية تخرج الناس من بيوتها وحصونها الى الفضاء الرحيب.
لا حديث للعالم الا عن افتتاح المونديال وما قدمته قطر من إدهاش وابهار للعالم كله وعن مباراة الافتتاح بين قطر والاكوادور والتي كانت نتيجتها قاسية مرة بطعم العلقم على قطر وشعبها ومحبيها.. ولكن تلك هي كرة القدم التي لا تعمل بانصاف الحلول كاسب او خاسر!!
ولم يكن افتتاح المونديال وبدء المنافسات فعليا ما شغل العالم.. ولكن الفعاليات التي نظمت على أرض قطر وخارجها كانت فريدة من نوعها وغير مسبوقة.
وعلى أرض الدوحة هناك فعاليات من قبل افراد مشجعين ومحبين أراد كل واحد منهم أن يقدم للعالم مساهمته وفق قدراته وإمكانياته.. وكثيرون حصدوا الإعجاب ونالوا التقدير.. مساهمات ومبادرات عديدة جدا من افراد من شتى دول العالم.. هناك عدد من الشباب وصلوا قطر مشيا على الأقدام من بلدانهم للمشاركة في المونديال.. وهناك من جاء على دراجة هوائية.. وهناك من تميزوا بالزي القومي بلدانهم مثل عدد كبير من السودانيين بجلابيبهم البيضاء الناصعة وعممهم وأحذيتهم وشالتهم وعصيهم.. ومثل كثير من المشجعين الاجانب الذين لبسوا الكندورة والعقال.. الخ.
ولكن كان مفاجأة الحفل هو الفتي القطري العربي ذو الارادة الصلبة والعزيمة التي لا تلين غانم مفتاح من ذوي الهمم وذوي الاحتياجات الخاصة والذي كان حضوره وتألقه مفاجأة عظيمة في افتتاح كأس قطر حيث قرأ القران الكريم في افتتاح الحفل ثم تحدث مع النجم السينمائي العالمي مورغان فريمان وكانه ايقونة الحفل.
ولقد استمعت إلى جزء من محاضرة رائعة لهذا الفتى غانم مفتاح ابهرني حقا وجعلني اسبح بحمد الله تعالى له المنة والإكرام، لقد تحدث غانم بلسان عربي فصيح امام جمهور نوعي قطري وعربي كبير تقدمته حرم سمو أمير دولة قطر عن حياته منذ ان علمت والدته ان جنينها سيولد في الشهر السادس غير مكتمل النمو ويمكن لها ان تجهضه.. ولكنها رفضت رفضا باتا وتضامن معها زوجها، رغم ان عددا من الأقرباء والمعارف نصحوها بإجهاض الجنين، ولكنهما رفضا باتا.
اوصل غانم بذكاء للحضور دور امه حفظها الله في حياته وعن معاناتها ثم حكمتها وذكائها وحبها لصغيرها.. وكيف عملت بكل ما أوتيت من قوة لتكون لها سندا وعضدا وأما واختا وصديقة.. قال إن أمه لم تخبئه في البيت خوفا عليه من عيون الناس بل دفعت به الى الحياة ليواجه مستقبله ويتغلب على معاناته ليشق طريقه.. قال إن أمه اصلحت البيت ليكون ملائما له في الحركة وأصلحت المدرسة لتكون بيئة صالحة له.. َوعلمته الاعتماد على النفس وان يتغلب على ضعفه.. لقد حكى الفتى غانم عن معاناة لا تحتمل، لكنه كان قويا صلبا مكافحا.. فأصبح الآن قدوة وملهما سفيرا لبلده وللعالم.
كان الفتي القطري غانم. مفتاح اجمل هدية تقدمها قطر للعالم في المونديال