الرئيسية » المقالات » وطن النجوم[علي سلطان] انا قلبي بيدق؟!

وطن النجوم[علي سلطان] انا قلبي بيدق؟!

سلطان

هل خطر لك  يوما ان تسمع  دقات قلبك؟ هل قلبك يدق بقوة وعنفوان ام هو خائر القوى  واهن..؟ هل أصاب قلبك الوهن؟هل يضخ قلبك الدم(هذه المضخة المذهلة) الى سائر الجسد من راسك الى اخمص قدميك دون عوائق؟
هل تصحو ليلا متأخرا وتتقلب على فراشك ثم تتذكر الله جل وعلا وتسبحه وتحمده وتحوقل وتصلي على النبي؟ هل اضطجعت على يمنيك ذات ليلة فذكرت الله فذكرته ودعوته ورجوته واستسلمت للنوم قرير العين؟
هل تجد فرصة تختلي فيها لنفسك المثقلة بهموم الدنيا العام والخاص فتتذكر بعض ما صنعت نجحت او أخفقت؟ هل تحاسب نفسك.. وتعري ذاتك وتجلدها  ان أساة وتكافئ صنيعها إن احسنت؟
وهل اتاح لك الركض وراء الحياة اليومية فرصة للتأمل والمحاسبة وترقية الذات؟ ام أصبحت  و اصبحنا نتصارع في معترك الحياة كل يصبح  يغدو ويمسي  ويركض وراء لقمة العيش لأسرته فلا يجد فرصة أخرى غير سعيه وراء كسب قوت يومه؟
فإن سنحت فرصة بين ركض وركض هرع أصحاب الهواتف الذكية الى هواتفهم وعالمهم الافتراضي يعيشون حياة موازية لحياتهم الدنيا فيها من الإثارة والتشويق والغلو والتطرف والاكاذيب والتزييف والخداع  ما يفوق عالمنا الواقعي مئات المرات..!
عالم عجيب يفيض حتى يضيق بجميل  الكلام والكلام الطيب في الدين والموعظة الحسنة والحكم والنوادر والشذرات فنكاد ان نمتلئ من الحكم والمواعظ والكلمات الطيبات الملونات فأعجب بها ثم نوزعها على أصحابنا ومجموعاتنا فنكاد نمضي يومنا في لصق ونشر..! ثم تضيع تلك الكلمات ومقاطع الفيديوهات العامرة بالخير  بالحكم والمواعظ وكأنها حلاوة قطن او ايسكريم سرعان مايذوب ويترك فقط مذاقا حلوا على اللسان..! فلا بقيت الموعظة في القلب ولا أثمرت..!
هذا هو عالمنا الافتراضي الذي نسبح في محيطه كل لحظه.. ثم نجد واقعنا غير ذلك.. رغم ان عالمنا الافتراضي يبالغ في نقل واقعنا وتفاصيله الدقيقة.. ولكن كلها ترشح بالأكاذيب والتزييف والخداع الممنهج المقصود..!
فكيف تكون تلك الحياة  بين عالم افتراضي وصداقات وشؤون وشجون وعالم واقعي ليس فيه غير العنت والمشقة..!
لا امل يبدو في خلاص وحياة هانئة لقد اصبحنا اسري تكنولوجيا لا نعرف كنهها ولا مستقرها ولا مستودعها اين تبدأ وأين تنتهي!!
هل نضرب بهذه الهواتف الذكية الحائط او ندوسها  تحت اقدامنا فنخلص من عالمها و وسواسها وبؤس حياتنا فيها!!
ولكن هل نجرؤ على ذلك؟
سؤال.. وسؤال مازال معلقا.. هل تفقدت قلبك..؟ هل مازال يدق بعنفوان ام هو واهن معلول؟ هل تحسست قلب.. هل هو عامر بالخير أم بالشر؟!