خبر من ولاية القضارف يفيد ان اللاجئين من اثيوبيا أدخلوا معهم مرضا ناقلا الملاريا له اسم علمي صعب لم أستطع حفظه..!
وما يأتينا من الجارة الاثيوبية ليس مياه الهضبة الإثيوبية ونهرها الأزرق الدافق والأنهار الأخرى.. ولكن اللاجئون وأمراضهم.. ونحن ندرك حجم معاناتهم وما يتعرضون له من ظروف سيئة حرجة.
ونحن معهم تماما دعما وسندا رغم كل ما يحيط بنا من ظروف قاسية ومريرة.. والقضارف الآن في كثير من مناطقها تعيش أجواء وظروف الكوارث الصعبة التي لا تحتمل.. ولكن هذه أخلاقنا وديننا وسماحتنا.
ومع كل تلك التحديات الماثلة مازلنا نؤكد على ضرورة إيلاء درء السيول و الفيضانات من جراء الأمطار في الهضبة الاثيوبية وفي السودان.. ومازال خطر الفيضانات قائما مع زيادة مناسيب النيل الازرق.. وقد فاض نهر القاش والدندر وغيرهما.. ومازال الخطر ماثلا وخاصة فيضان النيل الازرق..!
ولن تنتهي هذه الملحمة السودانية والإنسانية البطولية بالايواء والاطعام والشرب.. ولكن تاتي بعد ذلك سلسلة من الأعمال المهمة وأهمها الصحة.. وقد قرانا عن ظهور حالات اسهالات مائية وتفشي البعوض الناقل للملاريا.. والحشرات وأمراض أخرى تنجم عن هذه المياه.. يعلمها أهل الاختصاص في وزارة الصحة.
وهناك وعود وتأكيدات من وزير الصحة عبر الإعلام خلال تفقده للمناطق المتضررة بعمل جاد و وقاية من هذه الأمراض وزيادة الميزانية المخصصة للوقاية والدواء والعلاج.. ونرجو ان تتضافر الجهود وتعلو الهمم لتحقيق تلك الوعود وان لا يبقى مواطنونا بين نارين الكارثة والأمراض الناقلة والمتنقلة.. ولاشك ان فاتورة العلاج ستكون باهظة ومكلفة جدا للجميع.
وينتظر المتضررون حلولا فورية وناجعة لإسكانهم وتوفير المساكن الملائمة لهم.. ونرجو ان تتم بسرعة وأن تضع في الحسبان إسكانهم في مناطق آمنة بعيدة عن مجاري السيول والخيران.. حتى لا تتكرر المأساة ذاتها العام المقبل بحول الله وقوته وتوفيقه.
ثم على المسؤولين في وزارتي الري والزراعة الاستفادة من نعمة الماء هذه وأن لا تضيع هدرا ودون فائدة.
وكل الذي ذكرت آنفا يتطلب تمويلا ضخما من الدولة والمانحين من الأصدقاء الذين وعد بعضهم باستمرار الدعم لتهيئة مساكن للمتضررين بمواصفات جيدة.. وارجو ان لا يكون ذلك مجرد وعود.. وحديث الليل يمحوه النهار.. وأخشى كما ذكرت قبل أيام ان يتحمل المتضررون تكلفة اعادة بيوتهم وهم اصلا قد فقدوا كل شيء فليس لديهم ما يسترهم و يعنيهم ولا قوت يومهم.
فكيف بتكلفة إعادة بناء وتوفير سكن.. إن الله لن يخذلهم وسيكون عونا لهم وقد صبروا وأظهروا معادن الرجال النساء الأقوياء.. فكانوا رغم المحنة أهل إيثار وكرم.. لله درهم من رجال ونساء كانوا مثالا في التضحية والصبر.
وسجل أهلنا في السودان ملاحم بطولية لا توصف.. واكدت لنا ان السودانيين مازالوا على العهد والوفاء والمحبة والايثار.. يؤثرون على أنفسهم ولوكان بهم خصاصة.