قيل إننا نحن السودانيين اهل سياسية لا نجارى.. وان غير المتعلم منا يفقه في السياسة خير من خريج جامعي في بلدان أخرى.. وان السوداني ينقشها وهي طايرة.. وان الشمارات التي عندنا لم يسبقنا عليها احد.
وان ما اجترح في ليل بهيم ساتر يكشفه أهل الشمارات قبل طلوع الفجر.. وان السودان بلد لا يُحفظ فيه سر.. وان المثل: سرك في بير او بئر ما ناجح عندنا.
وإن الشائعة تنتشر انتشار النار في الهشيم زي شائعة عودة حمدوك رئيسا للوزراء التي تناقلها الناس بكثافة حتى تحولت الشائعة وكأنها معلومة حقيقية تم التباحث حولها فعلا..!! مما جعل كثيرا من المحللين والصحفيين وناس الواتسابات يفندون ويكذبون خبرها او يصدقونه.. كل وفق هواه..!
والان السودانيون بكل فصاحتهم والادعاء بأنهم اهل سياسة وبعد نظر عاجزون عن معرفة ما يجري في السودان بشكل شامل ولا يستطيع زول واحد ان يقدم لك معلومة صحيحة ستحدث بعد 24 ساعة.. َفقد اصبحنا جميعا مغيبين او لا نملك من أمرنا شيئا..!
وتتضارب التصريحات في الشأن الواحد بصورة تدعو للقلق.. فهي لا تجتمع او تتفق.. فكلها تجنح بعيدا بين أقصى اليمين واقصى اليسار.. فاذا نُشر َخبر عن الآلية الثلاثية بقرب التوصل الى اتفاق وفاق.. جاء في التو والحال.. إن الفرقاء بعيدون عن اي اتفاق..!! وإذا قالت الحرية والتغيير إنها أوشكت على التفاهم كان الرد عليها بسرعة فائقة من جهة اخرى بانه لا تفاهم..!! و شانهم شان القائل :
كلما نبح كلب ألقموه حجرا.. واذا نبح كلبهم تحسسوا سيوفهم..واطفأوا نارهم..! خوفا من الضيوف وزوار الليل.
وذاك قريَب من قول الشاعر: لو كلُّ كلبٍ عوى ألقمتُه حجرًا
لأصبح الصخرُ مثقالاً بدينارِ.
ومن قول الاخطل :
قومٌ إذا استنبحَ الأضيافُ كلبهُمُ قالوا لأمّهِمِ: بُولي على النّارِ.. ولا داعي لذكر البيت التالي.
هذه الحالة السودانية المائعة هل تطول..؟واذا كان دولاب العمل مستمرا مع المكلفين من الوزراء والوكلاء.. فلم العجلة..!! وهذا ما يقوله البعض.. والبعض يتحدث عن حالة الجمود.. وانسداد الافق السياسي وغيرها من كلمات ذات وقع جديد على الأذن..!
كلنا نتوق الى حل مرضٍ يجمع الفرقاء والاضداد والاخوة الاعداء حتى نتجاوز هذه المرحلة التي طال مكوثنا فيها زمنا طويلا.. وارهقتنا كثيرا.