في كل صباح جديد يتزايد عدد منكوبي الفيضانات والأمطار والسيول.. وفي كل يوم جديد تتسع المساحات جغرافيا وتتمدد لتشمل كل السودان.. فلا فرق ولا تمييز..كلنا غرقي..!
وهاهي مدينة دنقلا تنضم الى قائمة المناطق المتضررة.. وكما أسفلت الحبل على الجرار.. ومازلنا في بدايات الخريف..ربنا يستر ويلطف بنا مما هو قادم.. سنصحو غدا وستضاف جهة جديدة الى مواقع الكوارث والأضرار والأخطار..!!
وكما أسلفت قبل يومين.. إن الوقت الآن ليس وقت محاسبة المسؤولين عن هذه الكوارث والأضرار ؟ ولكن لابد من محاسبة ولتكن فيما بعد.. ولكن لتصب الآن الجهود كلها الإنقاذ والايواء والمعالجات والحلول.. فهذا ما يحتاجه الناس والبلاد وباعجل ما يكون.
وعلينا كلنا ان نكون جاهزين ومستعدين للقادم من فيضانات وامطار مستفيدين من تجارب الايام الماضية.. حتى لا تتزايد علينا الكوارث والفواجع والاحزان..؟
لقد بدأت الدولة ممثلة في كثير من قطاعاتها و زارتها التحرك والعمل الجاد.
ونثمن غاليا دور وجهود قواتنا المسلحة في مجابهة الأخطار في مواقع الفيضانات والكوارث بعزيمة وقوة المحارب السوداني وقوة شكيمته في السلم والحرب.
وهناك الكثير من الجهات الطوعية بدأت التحرك بفاعلية بعد الافاقة من الصدمة الاولى.. مع سند ودعم قوي من عدد الدول الشقيقة التي لا تتأخر عن نجدتنا ومساعدتنا في أحلك الظروف وهي السعودية ومصر والإمارات وقطر ونتوقع دعما من سلطنة عمان والبحرين والكويت ودول شقيقة وصديقة اخرى..!
وقد اشار عدد من المراقبين الى ان دولا غربية مثل الولايات المتحدة والدول الأوروبية او دول التحالف الغربي ماتزال تقف مكتوفة الأيدي عن دعم السودان.. وهي دول تنفذ معنا سياسة العصا والجزرة والكيل بمكيالين.. فقد تباكت على عدد من قضايا هامشية وفردية في السودان.. ولكن وقت الحاجة اَو الحارة فلن تجدهم..!!
ونحن على كل لا نريد منهم شيئا ولا نريد ان نكون اسرى لمساعدات العالم الخارجي.. ونود ان نعالج مشاكلنا وكوارثنا وقضايانا بأنفسنا.. ولكن للاسف فان حالنا المتردي وظروفنا الحالية وتشاكسنا السياسي تحول دون ان نحقق انجازا يذكر.. بل نتراجع ونتقهقر في كل يوم تطلع فيه شمس الصباح بضيائها..!!
لقد شهدنا في فيضانات عام 1988 تلاحما شعبيا ورسميا وعالميا بدرجة تفوق الوسط.. وابدع اهل السودان في درء المخاطر وانقاذ المتضررين.
ولقد آن الأوان ان نستدعي من جديد نداء السودان للانقاذ ودرء المخاطر وان نقتفي اثر تلك المعالجات والخطط والبرامج التي تمت.. فهي كفيلة بتحقيق قدر مذهل من الدعم والسند لكل ولايات السودان.. ونتابع الان مجهودات مبذولة لأبناء السودان في المهجر.
وإن كان لابد من توجيه نشير اليه في مثل هذه الطَروف ان تكون هناك جهة مركزية لجمع التبرعات العينية والمادية على المستوى الشعبي وان نضمن ان هذه المساعدات تذهب مباشرة الى الجهات المحتاجة بكل عدل وشفافية.
ليس قدحا او انتقاصا من الجهود المبذولة.. ولكن لدينا كثير من السوابق خلال السنوات الماضية حيث حول عدد من ضعاف النفوس هذه المساعدات الى الأسواق المحلية دون رادع من ضمير..!!