لابد ان نستشعر بصدق ومسؤولية الخطر القادم على دولنا العربية والافريقية المرتبط بشح الغذاء عالميا وندرة القمح عالميا.. ومن هذا المنطلق وعبر هذا المنبر اقترح وادعو الى قمة عربية زراعية اقتصادية عاجلة يكون هدفها الأول والأخير هو توفير الغذاء لكل دولة عربية او لكل بيت عربي.. وان نستفيد بحق من إمكانيات السودان الزراعية وأن نعالج المعوقات التي تحول دون تلك الاستفادة.
مازلنا نردد دون ان نكل او
نَمِل: ان السودان سلة غذاء الوطن العربي ومازال العرب يرددون ذلك دون كلل ولا ملل.. وحتى في مناهجهم الدراسية يذكرون ذلك ومنذ عقود.. ولم يعترض أحد على تلك المقولة التي كنت اعتقد اننا نحن السودانيين قد زهدنا في قولها واصبحنا نخجل من ذكرها أو الإشارة إليها.. ولكن وزيرتنا للاستثمار قد ذكرتها قبل ايام في لقاء اقليمي عربي وفي توقيت عصيب مع تداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا.. وآثارها الكارثية على الأمن الغذائي العالمي وخاصة على القارة الأفريقية والوطن العربي الذي يستورد جل قمحه من روسيا وأوكرانيا.. فقد أوضحت ان السودان مهيأ ليكون سلة غذاء العالم إذا تهيأت الإمكانيات والمطلوبات لذلك.
والان الأمم المتحدة ترفع درجة خطر انعدام الأمن الغذائي إلى درجة حمراء عالية الخطورة خاصة في أوطاننا الافريقية التي لا تملك المال الكافي لشراء القمح إذا غلاء سعره او اصبح عزيز المنال..! وهذا في طريقه للحدوث قريبا اذ عز الطلب وارتفعت الأسعار .. والحديث عن مجاعة عالمية امر وارد حتما .. اذا لم تحدث مفاجآت..!! ومن المفاجآت ان توافق روسيا على فتح الممرات المائية التي تسمح بتصدير القمح الأوكراني..! فهل توافق روسيا على ذلك؟
وإذا كان السودان فعلا سلة غذاء الوطن العربي وكذلك أفريقيا وربما العالم.. وان أراضيه الصالحة للزراعة ما زالت متوفرة وجاهزة.. فم الذي يمنع جامعة الدول العربية وقادة الدول العربيةَ من اتخاذ قرار تاريخي يمَول زراعة القمح في السودان بما يكفي احتياجات دولنا العربية..
وان نستفيد من الخبرات الزراعية والإمكانيات العلمية في مصر والعراق وسوريا وغيرها في زراعة القمح في السودان.. وهذا أمر ميسور وليس بصعب.. ولكن نحتاج إلى قرار قمة عربي.. ولدينا مؤتمرات قمة اقتصادية ناقشت هذه الموضوعات..
وقبل سنوات كانت هناك مبادرة من الراحل المقيم الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود خادم الحرمين الشريفين رحمه الله من اجل الامن الغذائي العربي لها توصياتها وقراراتها التي لم يجف حبرها بعد.. والتي أكدت ان السودان هو سلة غذاء الوطن العربي؟
فما الذي يمنع من تنفيذها أو بعض اهم مافيها.. أو ان تنعقد قمة عربية زراعية اقتصادية تبحث في إمكانية تجاوز آثار حرب روسيا على أوكرانيا وزراعة القمح في السودان ودول عربية أخرى بل وزراعة محاصيل أخرى نحقق بها الاكتفاء الذاتي ونسد هذه الفجوة الغذائية التي سنتضرر منها قريبا جدا اذا لم نتحرك فعلا وعملا باتجاه السودان والدول العربية الاخرى..
وقد كان الملك السعودي الراحل عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله حصيفا وهو يتجه بامكانيات بلاده الهائلة نحو توفير امن غذائي لبلده في دول ذات إمكانيات زراعية ومن بينها السودان بل كان السودان في مقدمة تلك الدول.. وحث الراحل العزيز رجال الأعمال السعوديين للاستثمار الزراعي في السودان.. وقد كانت هناك خطوات موفقة واستثمارات سعودية في بلادنا ربما وصلت الى 7 مليار دولار.. ولكن نحن في السودان لدينا مشكلة حقيقية هي إفساد كل جميل وكل خير بما لدينا من فساد مستوطن مقيم.
ولكن نحن الآن امام حالة طارئة لا تحتمل التأخير مع نذر مجاعة قادمة وظروف صعبة.. اقترح وادعو واكرر من هذا المنبر الإعلامي قمة عربية زراعية اقتصادية عاجلة تستشعر الخطر القادم.. واجد ان مصر ورئيسها فخامة عبدالفتاح السيسي أكثر استشعارا لهذا الخطر المقبل وهي الدولة الأولى في استيراد القمح عالميا.. دعونا نبحث عن الحل عربيا قبل ان نطرق ابواب دولا أجنبية أخرى. فهل من مستجيب.َ؟