في تطور لافت في محاربة التفلتات الأمنية والإرهاب في العاصمة.. بدأ المواطنون وفي اتفاق غير معلن في القبض على مرتكبي جرائم النهب والسرقة والسطو المسلح. وشهدت عدة مناطق في ولاية الخرطوم التصدي بكل قوة لعصابات 9 طويله و النيقرز في مواجهات تكون دامية أحيانا خاصة مع النيقرر.. ومن أوقعه حظه العاثر من هؤلاء المجرمين في قبضة هؤلاء المواطنين فان سيندم ندما عظيما على ما قام به من عمل إجرامي دنيء وجبان.
ولقد لاحظت في السوشيال ميديا صورا عديدة لعدد ممن قبض عليهم متلبسين بجرم السرقة او السطو والنهب المسلح وترويع الأمنيين في الطرقات والساحات.. وقد نالوا جزاء أفعالهم ما يستحقون وزبادة.
ولكن مع تلك الجهود المبذولة من قبل المواطنين ما تزال عمليات النهب والسرقات والترويع مستمرة.
وقد اطلعت على مناشدات من عدد من المواطنين عبر وسائل التواصل الاجتماعي للتنادي والتداعي من أجل حملة وطنية من أجل بسط درع أمني حول ولاية الخرطوم.. وهناك مقترح محدد اطلعت عليه في عدد من القروبات في الواتساب مفاده تشكيل درع أمني من معاشي النظاميين في القوات النظامية . الذين تقاعدوا عن العمل لتنظيم قوة أمنية تطوعية لبسط هيبة الأمن في الولاية مع جهود الجهات الأمنية في القوات النظامية.
وهناك مقترحات اخرى عديدة منتشرة في الوسائط تدعو كلها لردع المجرمين وتكاتف المواطنين لمحاربة هذا الإرهاب المنظم.
وكنت قد كتبت قبل سنة من الآن عدة مقالات ادعو فيها الى بسط الامن عبر الأحياء. وان يقوم شباب كل حي بتأمين حيهم ويمتد التأمين ليشمل المحليات في سلسلة مترابطة لا تنفصم بمساعدة قوات الشرطة والجهات الامنيةَ.. كما دعت إلى تفعيل مراكز بسط الأمن الشامل في الأحياء.
ومعظم هذه المراكز الان شبه مهجورة وليس لها دور في بسط الأمن كما خُطط لها.. وفي رايّ أن فكرة مراكز بسط الأمن الشامل فكرة عبقرية رائدة بدأت قبل سنوات بحماسة وحسن تنظيم ثم تقهقر دورها وحالها فأصبحت كما وصفتها من قبل خيال مآته..!!
اقترح على الجهة المسؤولة في الشرطة ان تلتفت محددا لدور مراكز بسط الأمن الشامل وتجري تقويما دقيقا للحالة وتضع حلولا ناجعة لكي تنهض هذه المراكز من جديد ولكن وفق تخطيط استراتيجي مستقبلي يجعل من هذه المراكز في الاحياء علامةً و واحة الامان والاطمئنان.. وان تكون عينا ساهرة يقظة تحمي المواطنين.
إن الأمن وبسطه في ربوع البلاد ليس مسؤولية الشرطة والقوات الأمنية الاخرى وحدها .. ولكنه مسؤولية الجميع أفرادا وجماعات.. وعلى كل مواطن ان يكون عينا يقظة تستبق الجريمة قبل وقوعها.
ولكي يتحقق ذلك الهدف ويتعاون المواطنون مع الشرطة لابد للشرطة من تفعيل دورها المجتمعي مع الجمهور والاقتراب منه والتفاكر معه من خلال مواعين التواصل العديدة المتوفرة لديها عبر وسائل إعلامها ومنابرها المتاحة.
قد يكون في تصدي المواطنين للمجرمين ومحاربتهم خطورة امنية علي المواطنين أنفسهم وقد يقعون مع حماسهم الزائد وسخطهم من هؤلاء المجرمين ان يقعوا تحت طائلة القانون حين ينفذون القانون بأيديهم.
وواضح انه مع تحرك المواطنين لردع المجرمين فان هناك خللا واضحا في كيفية التعامل مع هذه الجرائم المستفحلة..!
ورغم اننا نلاحظ ان هناك حملات أمنية موفقة.. ولكنها محدودة..!
على الشرطة ان تستفيد من هذه اليقظة الشعبية لمكافحة الجريمة وتوظيفها توظيفا فعالا لصالح مكافحة الجريمة حتى لا نجد أنفسنا في متاهة جديدة تجعلنا في دوامة فراغ أمني لا مخرج منه!!