وإثيوبيا أيضا جارة شقيقة لنا.. ولنا معها علاقات ذات جذور قديمة عميقة وصداقة ما زالت رغم كل محاولات النيل منها مزدهرة ومتطورة.. واعلم يقينا ان لنا محبة راسخة مع شعب إثيوبيا.. وان هناك محبة متبادلة
بين الشعبين نلاحظها بوضوح منذ ان تطأ قدماي ثرى أرض إثيوبيا أو مطار أديس أبابا.. وهناك تشابها فريدا في سحنات واشكال الشعبين.. وكثيرا ما تفاجأ بمن يتحدث اليك بلغته الامهرية ظانا أنك إثيوبي مثله.!
إثيوبيا كشان الشقيقة مصر تمكنت خلال السنوات العشر الماضية من تجاوز كبوتها وقعودها وانطلقت كجواد جامح نحو المستقبل.. واستطاعت ان تنفذ خططها الاستراتيجية الشاملة بنجاح.. ومن يزور اثيوبيا هذه الأيام سيشهد بام عينيه ما تحقق في إثيوبيا وخاصة العاصمة أديس أبابا من تطور مدهش..!!
اثيوبيا ليست في مأمن من الغدر بها من قبل دول غربية في مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، لأنها تحررت من القيود الغربية.. وتمكنت بفضل صداقتها من الصين الشعبية التي بدأت منذ العام 1970 وازدادت وتوسعت بشكل واسع منذ عام 1995 عقب زيارة الرئيس الإثيوبي الراحل ميليس زيناوي الى الصين من تحقيق الكثير من الإنجازات.. وللصين دور كبير مقدر في نهضة إثيوبيا الحالية.. حيث يقترب حجم الاستثمارات الصينية في إثيوبيا الى 100 مليار بر إثيوبي.
وتعلن الصين باستمرار عن استعدادها التام لتعزيز التعاون العملي مع إثيوبيا في مختلف المجالات، وتؤكد الصين على الشراكة والتعاون الاستراتيجي الشامل مع اثيوبيا وقد مرت علاقاتهما الثنائية باختبارات وأصبحت أقوى بمرور الوقت.
وما يحدث من سوء في العلاقات بين أمريكا وعدد من الدول الغربية و اثيوبيا الان هو ضريبة تحالفها وصداقتها مع الصين.. فالدول الغربية قلقة قلقا متصاعدا من نمو العلاقات الافريقية الصينية..وما تحقق في اثيوبيا من تقدم وتطور كبير بفضل الصين زاد من قلق تلك الدول خاصة بعد الحرب الروسية على أوكرانيا..
كما أنَّ الصين تعتبر شريكاً استراتيجياً لإثيوبيا. وقد تطوّرت العلاقات معها خلال الفترة الماضية، وأصبحت من أكبر الدول المستثمرة والممولة لإثيوبيا في مختلف مجالات التنمية. ويعتبر سبب الموقف المتشدد للولايات المتحدة تجاه الحكومة الإثيوبية هو الروابط القوية بين حكومة آبي أحمد والصين ومحاولة منع تنامي نفوذ بكين في المنطقة.
والتغيرات التي تحدث للتحالفات القديمة بين الغرب والعالم.
وتدفع الان إثيوبيا ثمن تلك العلاقات المتميزة لها مع الصين.
وأرى ان علينا في الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا ان نتجاوز خلافاتنا الآنية وأن نصل إلى تفاهم استراتيجي نتجاوز به أهم المشكلات التي نمر بها وأهمها سد النهضة.. وان نعمل جميعا علي تطوير علاقاتنا الاقتصادية والتجارية بما يخدم مصالحنا ونحن نمثل قوة مؤثرة جدا اذا تعاونا كثالث دولة قوية يمكن ان نضم الينا دول حوض النيل او دول الكوميسا التي هي جاهزة. لمثل هذا التعاون.. الفرصة الآن مواتية للقفز من مركب الاستقطاب العالمي. فنحن عصبة وقوة.