من الخميس الى امس السبت حملت الأخبار الكثير المثير من الموضوعات والقضايا المهمة التي تستحق التوقف عندها.. بل والتعليق عليها..مثل توقف بث اذاعة لندن.. وعودة ايلا..وخطاب بوتين والعيد الوطني 72 للصين.
ولكن أكثر ما شغل الناس في السودان نتائج امتحانات الشهادة الثانوية السودانية التي اعلنت نهار الخميس الماضي ومنذ إعلانها وحتى اليوم.. لم يتوقف سيل التهاني والتبريكات للناجحات والناجحين من بناتنا وأبنائنا في داخل السودان وخارجه.
ولقد ظل إعلان نتائج الشهادة السودانية منذ عقود مناسبة تستدعي الفرح والابتهاج وتحظى بمتابعة واسعة واهتمام كبير.. وعندما كانت الإذاعة هي الوسيلة المتاحة السريعة الذائعة الانتشار كان يوم إعلان النتيجة يوما مهما لا ينسى.. ويوما يحبس الأنفاس.. ويسيطر فيه القلق على الجميع حتى ترتفع الزغاريد الى عنان السماء.. وتموج البيوت بالزوار وتوزع الحلوى.. وأحيانا تذبح الذبائح ابتهاجا.. صحيح انه في الجانب الآخر يوم حزين كئيب للراسب وأسرته.. ولكن الفرحة الغالبة تجعل من رسوب الراسبين منسيا..!
عندما كنت في إذاعة ام القيوين كنا نسابق الزمن لاذاعة اسماء الناجحين على مستوى الامارات ونجتهد ان نكون الاذاعة الأولى التي تبدأ البث المباشر على الهواء بفضل فنيات وتكتيكات اذاعية كان نجمها الراحل المقيم يوسف حميد رحمه الله كي نسبق الإذاعات الأخرى ونحقق قصب السبق الاذاعي.. وكانت دار الاذاعة تمتلئ وتفيض بالناجحين و وأولياء الأمور وتوزع لنا الحلوى والمشروبات في فرحة عامرة غامرة.. والاغنية الشهيرة المصرية وحياة قلبي وافراحو تقدم بين كل فاصل وفاصل.
الان التكنولوجيا والانترنت جعلا من معرفة النتيجة أمرا سهلا ميسرا لا يحتاج لكبير عناء.. وساعدت السوشيال ميديا في نشر اخبار الناجحين وصورهم بشكل جميل وتهاني الاهل والاحباب .. فأصبح ذلك موردا ومصدرا آخر أكثر اهمية من الإذاعة والنشر في الصحف.
َحملت السوشيال ميديا الكثير من القصص الموحية المفرحة لنجاحات ابناء وبنات كانت مبهرة ومدهشة ولقيت تقديرا و ثناء وتعاطفا كبيرا..
من ذلك نجاح شاب عسكري من القوات المسلحة .. اسمه محمد ابراهيم احمد التجاني يعمل بالتوجية المعنوي الفرقة 16 مشاة نيالا ….أحرز نسبة 91.4٪ … علمي احياء… العمر 22 سنة … من مدرسة نيالا النموذجية بنين الحكومية …. مدينة نيالا ولاية جنوب دارفور ..حافظ للقرآن وحائز على الدرجة 09٪ في شهادة القراءات عام 2019 م
درس كل المراحل في عد الفرسان.. ونشرت له صور عديدة بزيه العسكري.. وتناول كثيرون قصة نجاحه التي حققها ومثابرته وهمته العالية أثناء عمله في القوات المسلحة.. ولقي تكريما وترحيبا من قادته وزملائه وجنود القوات المسلحة قاطبة.. واعتبروه عزا للقوات المسلحة السودانية.. وهو ماشاء الله تبارك الله في فرقته السادسة عشرة كان خطيبا واماما لصلاة الجمعة بين زملائه.
وتناولت السوشيال ميديا قصة امرأة سودانية اسمها كلتوم وهي سيدة مكافحة تعمل ست شاي وتعَول ثمانية من الأولاد والبنات.. وقد حققت إحدى بناتها وتسمى حليمة نجاحا مشرفا وأحرزت نسبة 91٪.. وتفاعل كثيرون معها ونشروا صورها وهي تعمل بين نار المنقد وعدة الشاي.. وقد تم تكريمها من احد رجال الاعمال في محله تقديرا لها واحتراما.
ومن الأخبار المحزنة التي نقلتها السوشيال ميديا أسماء عدد من الطلبة الذين استشهدوا بُعيد الامتحانات.. وجاء خبر نجاحهم صادما ومحزنا لأحبائهم.. وهناك بعض طالبات توفي عنهن اباؤهن.. قبل وبعد الامتحانات واحرزن نجاحا مشرفا رغم الأحزان.
ومن الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور تناقلت الاخبار قصة نجاح السيدة حفصة سليمان عمرها 57 عاما جلست لإمتحان الشهادة السودانية للعام الحالي وأحرزت 67.3% .
كرمت في العام 2016م أما مثالية من قبل شركة زين للاتصالات وقتها لمن تحضر الاحتفال بسبب جلوسها لإمتحانات الشهادة السودانية ذلك العام ولم توفق في النتيجة آنذاك.
وهذا العام نجحت والحمد لله وأحرزت النسبة لكي تدخل الجامعة مرة ثانية.
هناك كثير من القصص التي تحكى وستحكى عن سجناء امتحنوا من السجن ونجحوا وطالبات امتحن وهن على وشك الوضع او وضعن.. وقصص كفاح كثيرة مشرفة.. مازالت الايام حبلى بالجديد والمثير.. وهكذا الحياة..وقد أعجبني تعليق كاتب على قصة ست الشاي كلتوم.. لهب المواقد ياسادة يحمل وراءه قصصا كثيرا من شدة الالم والحزن وكذلك كثيرا من شدة الفرح.