في الأعياد عادة ما نتذكر بيت المتنبي الشهير..(عيد بأية حال عدت ياعيد … بما مضى ام بامر فيك تجديد).
وعيد الفطر هذا يختلف كثيرا عن العاميين الماضيين حيث نشبت الكورونا اظافرها المميتة في أعناقنا.. فعطلت حياتنا وأبدلت حركتنا جمودا وسكونا طال كل شئ.
في رمضان والعيد.. اختفت كورونا فجأة دون سابق إنذار.. وكأنها لم تكن.. عادت الحياة تدريجيا الى سابق عهدها وحيويتها.. فكان رمضان غير رمضان السابق والاسبق.
بهجة العيد وحلاوة الحياة والفرحة بانقضاء الصوم وجائزة الصائم جعلت من عيد الفطر مناسبة عمت كل مكان فيه مسلمون على امتداد العالم الواسع..
ورغم الحرب وويلاتها وقساوتها واشباح الخوف والحزن المحدقة بالجميع ادى المسلمون في( كييف) عاصمة اوكرانيا صلاة عيد الفطر رغم اجواء القصف والحرب.
ورغم أن عدد المصلين قل بنسبة كبيرة عن السنوات الماضية فقد بلغ عدد المصلين نحو ثلاثمائة شخص تقريبا بينما كان متوسط عددهم في الاحوال العادية اكثر من الفين شخص.. وكل من تيسر لهم الصلاة في عدد من المدن الأوكرانية أدوا صلاة العيد ومعهم النساء والأطفال.. فرحة مسروقة. في ظلمات وظلم عم العالم.
المسلمون في سوريا أدوا الصلاةَ في العديد من المدن السورية والمهجرون والنازحون واللاجئون بذلوا قصارى جهدهم ليشبعوا جوا من الفرحة بالعيد لدى الأطفال مع مبادرات عديدة صنعت الفرحة بالعيد.
ومنها في (إدلب) السورية حملة (نعيماً) في أوساط المهجرين وهي حملة استهدفت قص وتزيين شعر البنات الصغار في المخيمات وقامت بها عدد من الشابات السوريات في إدلب التي شهدت أجواء وفرحة عيد لها طعم مختلف..و وجد الأطفال فرصة للعب واللهو في اماكن ترفيه لا تشبه ما كانوا يعهدونه قبل سنوات ولكنها الحرب..!
وفي السودان كان طعم العيد مختلفا في عدد من مدن ولاية غرب دارفور التي شهدت بعض مدنها حربا ضارية لم يمنعها رمضان من التمدد والانتشار وشكلت مأساة إنسانية لا تزال بتزايد عدد النازحين الذين تجاوزوا أكثر من مائة ألف نازح مع نذر مجاعة في الأفق
ولم يكن للعيد طعم في تلك المناطق التي يعاني فيها المصابين والجرحي والنازحين آلام الحرب. والمسلمَون في اليمن والمسلمين الروهينجا على الحدود بين ميانمار وبنغلاديش يعيشون ظروفا قاسية ولكنهم حاولوا قدر الإمكان الاحتفال بالعيد.
وقد اشار الرئيس الأمريكي جو بايدن الى معاناة المسلمين حول العالم الذين لم يتمكنوا من الاحتفال بالعيد كما يجب.. وأشاد بدور المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية رغم ما يواجهونه من عنف إسلاموفوبيا.
ولكن الإسلام بقوته الذاتية غير المنظورة يحقق كسبا في كل مكان.. نحو اربعة ملايين تقريبا ادوا صلاة العيد في الاستاد الرياضي في أديس أبابا
في تظاهرة إسلامية فريدة تحدث في كل عيد.. واذكر اننا صلينا والاخ الصديق الهادي مبارك والاخ الصديق عبدالحليم احمد عبدالقادر صلاة العيد في أديس أبابا في الاستاد الرياضي في عيد الفطر في عام 2019 وكانت صلاة وخطبة لا تنسى مع أمواج من البشر ولكن في نظام بديع مدهش..!!
َمازلنا مع ابيات المتنبي.. اما الاحبة فالبيداء دونهم فليت دونك بيداً دونها بيد..!