السودانيون اليوم وكأنهم علي قلب رجل واحد من أجل نجدة وإغاثة اهاليهم في كل ولاية السودان الذين يعيشون ابتلاءات السيول والأمطار والفيضانات ويكابدون من اجل البقاء علي قيد الحياة سالمين.
إن تداعي اهل السودان لنجدة اهاليهم واحبابهم وبني جلدتهم ليس غريبا ولا مستحدثا ولكنه التزام أخلاقي ديني إنساني قديم قِدم الانسان السوداني على هذه الأرض الطيبة.. وهو عمل ومبادئ وأخلاق متوارثة لم تتغير على مر العصور والدهور..
فنحن عرفنا ولله الحمد أهل فزع أهل نجدة واهل نفير وأصحاب مكارم وكرم.. لم تغيرنا الأيام ولا سوء الحال. بل زادتنا الشدة والفقر والفاقة تمسكا بكل تلك المكارم والمحاسن بلا منٍ ولا أذى ولا إدعاء.
استوقفني حديث احد الاخوة المتضررين في الجزيرة وهو يقول عبر كاميرا التلفزيون ما معناه:ان وراءنا ناس كثيرين متضررين محتاجين للاغاثة ادركوهم.. نحن راضيين بما يصلنا وما لم. يصلنا.. لكن انجدوا الآخرين.. كان يتحدث بإيمان عميق.. ولم يفكر في نفسه بل في غيره وفي معاناتهم التي تشبه معاناته ومن معه.
والإيثار عند اهلنا موجود ومتوفر وهو إحساس عميق وتجرد ونكران ذات.
لقد أوشكنا ان نفقد كثيرا ما نلتزم به من جميل وحسن خلق ومن تكافل وتعاون ونحن نشهد تدهورا مريعا في نواحي حياتنا كافة من جراء الغلاء والفساد و محاولة البعض خرق القيم والأعراف سعيا وراء كسب سريع وثراء سريع دون وازع ولا كابح ولا مانع.. وبعد تفشي الخوف والهلع وعدم الأمن..!!
ولكن تاتي هذه المحن والابتلاءات لتظهر معادن الناس التي تصقلها الابتلاءات فتجعلها شفافة وباذلة وَمعطاءة.
قوافل الاغاثات تترى من كل وولايات السودان.. فاهل الشرق رغم معاناتهم وظروفهم التي نعلم وحاجتهم الماسة فقد سيروا قوافل إلى النيل الازرق والجزيرة.. واهل دارفور سيروا قوافلهم الى ولاية الجزيرة.. و ولايات سيرت قوافلها الى نهر النيل.. ومن الشمالية ونهر النيل والخرطوم وكردفان قوافل تتري إلى كسلا والنيل الابيض والازرق.. الخ..
والقوات المسلحة بكل قواتها واسنادها وجنودها البواسل تقدم الدعم المتكامل والعون المادي واللوجستي في أبهى واكمل صوره إنسانية.. والدعم السريع يدفع بقوافله وجنده دعما لكل جهة متضررة في ولايات السودان..والقوات النظامية كافة والمنظمات والهيئات والجمعيات ورجال الاعمال والتجار وسواعد الشباب كلها تتجه نحو الدعم والنصرة والمساندة.. كل يقدم ويجود بافضل ماعنده.. وكذلك فنانو السودان من الجنسين يدعمون التكافل الوطني بريع حفلاتهم من اجل المساعدة والمساندة.
كل سهم من سهام الخير يخرج من كنانة السودان.. وهي سهام مطلوبة زاكية زكية.
(ورب درهم سبق الف درهم).