التعازي والمواساة لأهل الامارات شعبا ومقيمين في فقدهم وفقدنا الأليم ومصابهم مصابنا الجلل برحيل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رحمه الله رحمة واسعة وغفر له وأدخله الجنة وفردوسها الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.. وانا لله وانا اليه راجعون.. ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
ولا نقول الا مايرضي الله فكل نفس ذائقة الموت وكل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام.
رحم الله الشيخ خليفة واجعل مرضه كفارة له وأجرا وثوابا وبابا الى الجنة.
لقد احب اهل الامارات الشيخ خليفة ولا غرو فهو ابن الحبيب والحكيم والقائد وحادي الركب.. كما أحبوا كل اولاد زايد او عيال زايد لاريب.
حرص الشيخ زايد ان يصحب ابنه خليفة في حله وترحاله وأن يكون معه في كل شأن وأمر عظيم منذ ان أخذ الشيخ زايد على عاتقه توحيد الامارات المتصالحة تحت لواء واحد وعلم واحد ودولة قوية عظيمة.. وكان خليفة معه يسمع ويرى ويتعلم.
لقد اخذ من والده الكثير الجميل من حكمته وحنكته و قوته وعطفه وسماحته فكان الشيخ خليفة رحمه الله رجلا سمحا لطيفا كريما معطاء لا تفارقه ابتسامته الجميلة التي احبها اهل الامارات وبادلوه حبا بحب. كان متواضعا واديبا وشهما وفارسا وقائدا وملهما.
ومنذ ان وضعه ابوه الشيخ خليفة في مواضع المسؤولية والقيادة كان على العهد وعند حسن الظن.
ومنذ ان عينه والده ممثلا للمنطقة الشرقية في إمارة أبوظبي عام 1966 وهو ابن 18 عاما فقد حمل الأمانة وخطا خطواته الأولى على طريق المسؤولية والحكم.. وفي العام 1969 عينه والده وليا للعهد في إمارة أبوظبي قبيل إعلان اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة بعامين فقط.
واستمرت مسيرة حياته العملية متدرجا لاعلى المراتب والمناصب خدمة لبلده وشعبه حتى تولى مقاليد الحكم في عام2004بعد وفاة والده طيب الذكر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله.
ثمانية عشر عاما هي فترة حكم الشيخ خليفة بن زايد رئيسا لدولة الإمارات العربية المتحدة وقائدا للقوات المسلحة وهي فترة شهدت فيها دولة الإمارات تطورا مذهلا في كل المجالات بلا استثناء.. وأضحت دولة متقدمة ومتطورة بين دول العالم الكبرى.
وسار الشيخ خليفة على درب والده في الأعمال الإنسانية والخيرية.
وقد امتدت اياديه بالخير الى جميع دول العالم عطاء سخيا في الكوارث والنكبات.
وكانت له اعماله الخيرية ومكرماته السخية المحمودة داخل الامارات وخارجها .. وكنت انا ضمن الذين حظوا بمكرمته للحج.. فحججت انا وعدد من الزملاء في جريدة الاتحاد عام 1998 على نفقته الكريمة حيث كان يُتيح فرصة الحج لإعداد كبيرة من المواطنيين والمقيمين في الامارات كل عام.
الا رحمه الله رحمة واسعة وغفر له وادخله الجنة وفردوسها الأعلى.