الرئيسية » المقالات » وطن النجوم[علي سلطان]بين الإقلاع والهبوط حكايات مسافر..المضيفات الجويات بين الألق والقلق

وطن النجوم[علي سلطان]بين الإقلاع والهبوط حكايات مسافر..المضيفات الجويات بين الألق والقلق

سلطان1 (2)

منظر لا تخطئه عين أي مسافر في مطارات العالم كلها.. منظر اطقم المضيفات والمضيفين وقباطنة الطائرة بازيائهم الزاهية الجميلة وخطواتهم القوية السريعة وحقائبهم المميزة.. اطقم تغادر المطار وأخرى تستعد للسفر.. أناس من جنسيات شتى وسحنات متباينة.. ولكن المضيفات بينهم يجمعهن الجمال والرشاقة فهن كملكات جمال وعارضات ازياء..!!
منظر مالوف ولكن لا تخطئه العين فهو سمة ومظهر يتكرر ويتجدد في كل مطار.
مهنة الضيافة الجوية لم تكن مهنة معروفة حتى منتصف القرن العشرين وكانت محدودة مع انتشار الطيران التجاري حول العالم.. وازدهر الطيران التجاري ازدهارا عظيما فريدا مبهجا ما بعد منتصف القرن العشرين وأصبح السفر جوا على متن الطائرات العملاقة ملحمة فريدة من مراحل ازدهار صناعة الطيران.. وأصبح الطيران ناقلا جويا مهما له الحظوة حتى يومنا هذا.
ومع تطوره المذهل واعتماد السلامة والأمن في كل الرحلات الجوية ازدهرت بالمستوى ذاته صناعة الضيافة الجوية لتكون عالما مختلفا قائما بذاته يتخذ من الأجواء وبطون الطائرات مكانه الذي لا يحيد عنه.
الآلاف من المُضيفات الجويات والمضيفين يسافرون حول العالم في كل ساعة من ساعات اليوم.. عالم عجيب مدهش.. طائرات ذات اشكال والوان تهبط وتعلو من مطارات شتى حول الكرة الأرضية يهبط من على متنها اطقم متعددة من ربابنة ومضيفات ومضيفين ورجال امن.. ويصعد آخرون اشباههم.. رحلات لاتتوقف وخدمات جوية يتنافس على جودتها خبراء الضيافة الدوليون في شركات الطيران العالمية العملاقة.
اتخذت مهنة الضيافة الجوية طابعا براقا جاذبا والقا باهرا.. واصبحت كثير من الفتيات يحلمن بان يلتحقن بهذه الوظيفة المبهرة يتنافسن على الفوز بها.. وأصبح اختيار مضيفة جوية للعمل على متن خطوط طيران عالمية صعب المنال لصعوبة الاختبارات ودقة الاختيار.. المضيفة الجوية يجب ان تكون في جمال ملكة جمال العالم ورشاقة لاعبة جمباز وعارضة ازياء.. وان تجيد أكثر من لغة وان تكون رياضية وان تكون دائمة الابتسام في أحلك الظروف وان تكون لبقة وصبورة تتحمل اذى الركاب وتحرشهم لفظا وحركة خاصة اذا كان الخمر مسموحا به على متن الطائرة.. وان تُطمئن الركاب عند المطبات الهوائية والمخاطر الجوية وان تكون رابطة الجاش ولا تفارق الابتسامة ثغرها الجميل.
والرحلات الحوية شاقة وخاصة الطويلة منها عبر المحيطات والبحار فهي تاخذ وقتا طويلا جدا مملا.. وفي كل الأحوال يجب ان تكون المضيفةَ يقظة منتبهة نشطة مبتسمة تستجيب لكل الطلبات دون ضجر ولا تذمر وان تكتم غيظها وتضبط مشاعرها..!! فيالها من مهنة صعبة قاسية خاصة لشخص معلق في الأجواء يوميا يتحرك في مساحة محدودة بكل رشاقة وخفة وثقة.
شهدت الخطوط الجوية السودانية المشرقة(سودانير) التي كانت لها صولات وجولات في الأجواء ومطارات العالم..وعلي متنها عدد غير قليل من المضيفات اللواتي اكتسبن خبرة ممتازة وشهرة لا باس بها.. وظللنا يقدمن خبراتهن للأجيال من بعدهن.. والان على متن شركات عدد لاباس من بناتنا المضيفات اللواتي يبذلن جهودا عظيمة لكي يكن على قدر التحدي ويعملن تحت ظروف صعبة معلومة ومطالبات في كل الأحوال أن يكن لطيفات مبتسمات رغم ما يعتمل في الصدور.. نتمنى لهن التوفيق والتجويد والإنصاف من قبل شركات الطيران الوطنية التي تسافر بهن في رحلات جوية صعبة في الأجواء الداخلية على متن طائرات….!!!