تنتابني مشاعر متباينة كتباين ما يجري على بلادي أرضها وهوائها ومائها.. هناك ما يدعو للخوف من مستقبل مجهول هو امر نجاهر به وندعو الناس الحذر وتجنب مآلات سالبة قد تفضي الى الحريق الكبير الذي يخطط له البعض..!!
وهناك آمال تتجدد بان يكون وعي اهلنا في السودان كفيل بالقضاء على دابر الفتن التي نعيشها والتي تُحدق بنا الآن والقادمة هرولة على الطريق المعوج..!!
استوقفتني دعوات كثيرة في مختلف الوسائط الاعلامية وفي السوشيال ميديا من سودانيين كثيرين من داخل البلاد وخارجها ومن شتى الوان الطيف المجتمعي وكلهم يدعون الى الاحتكام لصوت العقل ورأب الصدع ولتجنب إراقة الدماء السودانية الزاكية التي اصبحت الان رخيصة واصبحت المهج والأرواح رخيصة ليست فداء للوطن والدين بل عند القاتلين
الذين يقتلون دون وازع من ضمير او رادع من دين وقيم وأخلاق.. فاصبح اهل السودان يُقتلون جهارا نهارا وليلا بهيما بين غادر ومغدور.
وكلهم يؤكدون على اننا كلنا سودانيون على مختلف قبائلنا واتجاهاتنا.. ويرفعون الصوت جهيرا
لا للقبلية ولا للعنصرية ولا للجهوية.
كثيرون اعلنوا حزنهم على ما حدث في ولاية النيل الازرق وفي ولاية كسلا وغيرهما.
ولم يشكك احد في سودانية الهوسا بل على العكس أكد الجميع على ان الهوسا سودانيون لديهم الحقوق نفسها والواجبات.. وانهم ليسوا في مجتمع منفصل عن السودان بل هم في اطار الدولة السودانية شانهم كشان السودانيين الآخرين.. وكتب عدد منهم عن الهوسا ومميزاتهم وفضائلهم وحبهم للعمل والبذل والعطاء.
من الأصوات التي نادت بالعمل من اجل والسلام كان صوت الممثل والمخرج الاستاذ محمد السني الذي دعا الى ان يسهم كل شخص وفي مجاله اذا كان كاتبا او فنانا او طبيبا او غير ذلك في دعم السلام والوئام ونشر المحبة بين أفراد المجتمع للقضاء على هذه الفتنة والفتن المحدقة بنا جميعا.
كلنا سودانيون.. قبائل شتى واثنيات ولا ضير في ذلك بل هو امر يدعو لجمع الشمل والتعارف والتعاون والمحبة والتفاضل بيننا بالحسنى.
نريدها حملة قومية واسعة عريضة صادقة من أجل السودان.. يشارك فيها الجميع.. نريدها صفا سودانيا قوميا واحدا متشابك الايدي من حلفا الى اقصى نقطة في النيل الأبيض ومن اقصى الشرق الى اقصى الغرب.. دعونا نقدم رمزية سودانية موحدة في مجالات الابداع والإعلام والمجتمعات الإنسانية السمحة.
ونؤكد أننا ضد العنصرية ضد الاحتراب والقتل والغدر.
هذه فرصتكم سانحة..لنمد أيدينا ونتصافح ونتقالد .. وننطلق فقد طال بنا العهد تحت ظلال التخلف والجهل والعداوات المصطنعة.
وبمثل تلك الثورة التي انطلقت تهدر في الحقول والميادين والمزارع والمصانع والمدن والقرى.. أخرجوها الان ثورة مليونية حقيقية لا يتخلف عنها الا متخاذل.. تقول نعم السودان الواحد.. الان قبل الغد.. هبوا وتنادوا وتدعوا من اجل سودان واحد لا يقبل القسمة مطلقا.. وان لم تفعلوا ستفشلون وتذهب ريحكم.
(وما رميت اذا رميت ولكن الله رمى).