خبرُ وفاتها شغل العالم باسره.. وقبيل موتها بساعات واشتداد وعكتها الصحية، وكل وسائل الاعلام حول العالم لا تكف عن سرد سيرة الراحلة الملكة اليزابيث الثانية وعن العائلة المالكة منذ أيام الإمبراطورية البريطانية وهذا التاريخ الباذخ والمثير للفضول.
حزنٌ حقيقي مؤثر عَمّ العالم لموت الملكة اليزابيث الثانية. وكثيرون في ارجاء الدنيا تأثروا لموتها، وهناك من بكاها بدمع ثخين وحزن نبيل.
وان تكون ملكا لسبعين عاما فليس بالأمر الهين بل هو اشبه بالمعجزة.. فكيف اذا كانت( ملكة) جلست على كرسي العرش و وريثة التاج البريطاني لسبعة عقود كاملة بكل قوة وشكيمة وَصرامة.. ولم تتزعزع قيد انملة عن مبادئها وأسس حياتها الملكية الصارمة التي فرضتها على الجميع..ولكن في حب وادب وشموخ واعتداد بكونها ملكة التاج البريطاني و وريثة الإمبراطورية البريطانية التي غابت عنها الشمس.
لم تترك التلفزيونات والقنوات الفضائية و وسائل التواصل الاجتماعي والاعلام عموما شاردة ولا واردة عن الملكة وحياتها منذ ولادتها وحتى يوم وفاتها الا وأشارت اليها.
ونبشت الصحافة البريطانية والعالمية في تاريخ قديم للعائلة المالكة متتبعة اخبار الملوك والامراء وماضيهم وحكاياتهم التي يهتم لها خلق كثير من محبي الملوك والملكية.
سبعون عاما عاشتها اليزابيث الثانية ملكة.. وستة وتسعون عاما هي رحلة حياتها المدهشة.. ولدت اميرة وفي فمها ملعقة من الذهب.. وماتت ملكة وعاشت وعلى راسها تاج من اندر واغلى انواع الأحجار الكريمة.. ملكة افتتن بها الناس حول العالم منذ توليها الحكم.
زارت معظم دول العالم.. اكثر من 110 دولة حول العالم عدا اسرائيل.
واستقبلت استقبال الملوك في كل بلد زارته.. وفي عام 1965زارت السودان و وجدت استقبالا حافلا في السودان قل نظيره.. وأبدت سعادتها بزيارة السودان فقد شهدت من كرم الضيافة وحب الناس لها ما ادهشها وكان مرافقا لها النطاسي البارع البروفيسور التجاني الماحي رئيس مجلس السيادة الانتقالي وقتها.. فادهشها بغزير علمه وثقافته ولغته الإنجليزية الرفيعة.. وكانت قد استقبلت من قبل في بلدها وقصر باكينغهام الرئيسَ السوداني الراحل الفريق إبراهيم عبود- رحمه الله- خير استقبال ويليق ببلد أفريقي ناهض اسمه السودان.
وتشهد بريطانيا منذ اول امس عهدا جديدا وحقبة جديدة تتمثل في ملك جديد هو تشارلز الثالث ابن الملكة اليزابيث الذي عاش في كنفها وتحت جناحيها سبعين عاما وهو ولي عهدها..
واسمه تشارلز فيليب آرثر جورج .. ولد في 14 نوفمبر 1948
تبوأ تشارلز منصب الوريث الشرعي ودوق كورنوال ودوق روثيزاي منذ عام 1952، وهو أكبر وأقدم وريثٍ شرعي في تاريخ بريطانيا.. و لمنصب أمير ويلز أيضًا، حينما تبوأ هذا المنصب في يوليو عام 1958.
لقد ابدى الملك تشارلز حزنا عميقا ظاهرا على رحيل والدته.. والقى خطابا مؤثرا يفيض عاطفة وحبا وادبا رفيعا وهكذا الملوك يترفعون عن الصغائر.. واكد انه كان من سوء الادب ان يستعجل البعض توليه الحكم وهي على قيد الحياة..!
وقال تشارلز “أجدد أمامكم هذا الالتزام بالخدمة طوال حياتي”، مشيدا بـ”حياة الخدمة” التي عاشتها والدته وبـ”محبتها للتقاليد”، و”تمسكها بالقيم”، فضلا عن “عاطفتها وظرفها”.
ورغم النكبات والازمات وبعض الفضائح التي ظهرت في عهد الملكة اليزابيث الثانية إلا انها تجاوزت كل ذلك بصلابتها وقوتها وحنكتها.. فلم تدع فرصة للضعف ولا الهوى ان يسيطر عليها تجاوزت ازمة الراحلة الاميرة ديانا سبنسر مع ابنها تشارلز وتداعيات مابعد ذلك حتى مصرع ديانا في حادث اليم في 31اغسطس 1979.. وقصة عشق ابنها الامير تشارلز لكاميلا ثم زواجها منه.. وقد أضحت الان ملكة بريطانيا..!
هل تشهد بريطانيا عهدا جديدا مع الملك تشارلز الثالث و ولي عهده الامير وليام ورئيسة الوزراء الجديدة ليز ترأس في هذا العالم الهائج المضطرب!!