وتغشاني ذهول ثم صمت رهيب مريب.. ثم صحت كمجذوب:
يا السرنديب وبحر القلزم وطائر الرخ والسندباد وبساط الريح وعلاء الدين والمصباح وشهريار وشهرزاد وابن المقفع وابن بطوطة..والمعري ودانتي.. والإلياذة والأوديسا وأليس والاقزام وجلفار.. وماركو بولو وطريق الحرير وجلفار..
يا قرونا من حكايات وأساطير كانت خيالا جامحا ومتعة بلا حدود.. ثم كبرنا وصغرت احلامنا ..يالها من اضغاث احلام…!! وبحثنا في واقع الاشياء فكانت كأنها الكوابيس والعتمة..مالها النهايات كئيبة والمآلات مفزعة؟
اين نحن من ازمنة عامرة بالدهشة وحبلى بالجديد.. ثم وجدنا في كر ايامنا هذه من الاحزان ما يثقب القلب العنيد..ويذهب بالعقل العتيد الفريد..!!
ضاعت الاحلام في ركام التدمير وبين جثث واشلاء الشهداء و الضحايا الابرياء يتساقطون كل صباح وظهيرة ومساء.
من القاتل ومن المقتول.. ادمت الدهشة قلوبنا ثم قتلتنا الحيرة.. ثم أصبحنا مثلهم في عداد الموتى..!! من نحن إذن.. القاتل ام المقتول؟؟قل لي بربك لو تعلم من نحن الضحية ام الجلاد؟
ثم أدركتُ انه لم يعد مهما ان تكون الجلاد او الضحية لا أحد لديه الرغبة ليتبين الأمر أو يصححه..يأتي على الناس زمان يُكثر فيه الهرج والمرج اي القتل.. فلا يعرف القاتل من قتل ولا يعرف المقتول من قتله..وهذا الزمان قد مر علينا الآن..يفجر أحدهم حزاما ناسفا فيقتل العشرات ولا يعرف من قتل وعدد من قتلهم.. ويموت الضحية ولا يعرف من القاتل..!! وحتى الآن المشاهد قريبة ماثلة.. ففي ميدان الاعتصام لم تُعرف بعدُ هوية القاتل.. وهو ربما لا يعرف من وعدد من قتل منا.. ومضت مواكب الشهداء وهم لا يعرفون من غدر بهم واسأل دمهم الزكي على قارعة الطريق..!!
وكذلك الحال في أوطان شتى ومواطن كثيرة..فلكل بلد شهداء وضحايا يجتر شعبها ذكرياته الاليمة الحزينة!!
الحمد لله ان هناك يوم قيامة ويوم حساب عسير مقداره خمسون ألف سنة مما نحسب في دنيانا هذه..يوم حساب عسير ثقيل طويل..يُقذف فيه المنافقون َ الطغاة والجبابرة و الفراعنة والقتلة والجلادون إلى نار جهنم وبئس،المصير..وذلك يوم على الكافرين عسير.