وماتزال المياه تحيط بنا أمطارا وفيضانات من كل جانب.
ومايزال الحبل على الجرار واحتمالات تزايد اعداد المتضررين واردة بنسبة كبيرة.. وان يمتد الفيضان والسيول الى مناطق جديدة اخرى.. وحجم الكارثة وتوسعها وامتدادها اكبر كثيرا جدا من حجم المساعدات والحلول الآنية.
ويزداد عدد المتضررين زيادة مفزعة تجعل الجميع في خطر داهم.
الامطار والفيضانات والسيول لا تتبع خريطة سياسية ولا قبلية ولاجهوية.. ولكنه مصاب وكارثة تعم الجميع دون استثناء ولن ينجو منها احد في هذا البلد.
لا يحتاج الموقف الحالي والقاسي الى تنظير والقاء التهم والخزلان وصرف الناس عن الكارثة التي أحاطت بنا وكنا نقول إنها محدقة بنا.. ونحن الان في عمقها واتونها..!!
المطلوب والمفروض والبدهي ان يتكاتف الجميع دون استثناء لدرء المخاطر والانقاذ.. وان يتناسى السياسيون جميعهم يسارا ويمينا و وسطا خلافاتهم او يضعوها جانبا وإلى حين.. وهم الآن مطالبون بالانخراط الكامل كل مع كوادره في درء المخاطر وانقاذ المتضررين.. وعلى شباب المقاومة والجيش كل الشعب ان يتنادى ويتداعى يدا واحدة قوية تبني ولا تهدم وتصلح ولا تفسد.. هذا اقل مانطالب واقل مانتوقعه.. وإن كنا نتوقع الكثير من شعبنا من تكافل انساني ليس غريبا علينا بل متاصل فينا.
والناس الان بدأت تتحرك. منها تحركات منتطمة.. وتحركات من أفراد وجماعات متفرقة.. كما ان عددا من الجمعيات والمنظمات المحلية والدولية بدات في إرسال المساعدات والمعونات وهذا امر جيد ومبشر.. ولكن نحتاج الى تضافر الجهود والى التكاتف جميعا.. َوان يكون همنا الانسان السوداني في اي موقع فيه ضرر وخطر ويحتاج الى عون ومساعدة.
اثق كثيرا في مقدرات ابناء السودان جميعا.. و واثق اننا سنتجاوز تلك الكارثة وتلك المحنة إن شاء الله تعالى ونحن اكثر قوة وتماسكا.
ولنا في تاريخنا القريب والبعيد وقفات مشهودة(الفينا مشهودة) .. بذل فيها ابناء الشعب جهودا عظيمة وقدموا صور تكافل انساني مدهشا.. وكانت قوافل المساعدات تخرج من كل الولايات محملة بالمساعدات لنجدة المتضررين والمتاثرين في اي مكان في السودان.. وهناك الكثير من الملاحم البطولية والانسانية التي نفخر بها. َوالان سنعيد تلك الملاحم و َنعيد تلك الأمجاد.. وسنؤكد لأنفسنا اولا إننا كشعب سوداني مازلنا قادرين على العطاء ومازلنا قادرين على ان نكون عونا وسندا َودعما لكل سوداني في محنة.