الرئيسية » المقالات » وطن النجوم[علي سلطان]العودة للمدارس مشاكل متوارثة

وطن النجوم[علي سلطان]العودة للمدارس مشاكل متوارثة

1661416650471_1661416645916_علي سلطان


الشوارع والطرقات صباح أمس واليوم  تختلف عن ايام الامس.. الحركة  والضوضاء والحافلات والمركبات تحتفي باطفالنا واولادنا وبناتنا في طريقهم الى المدارس مع الأمهات والآباء.. صباح ندي من صباحات شهر أكتوبر الجميل بين الاستعدادات والصيحات والدعوات للحاق بالمدارس بعد عطلة دامت طويلا..
ويبدأ عام دراسي جديد  بعد طول انتظار.. ومازال البعض يتوقع ان لا تفتح المدارس أبوابها بسبب أسباب عديدة.. ولكن أصرت وزارة التربية والتعليم على فتح المدارس.. واي مدرسة لها مشكلة خاصة بها تتحمل الولاية مسؤوليتها.. فالمدارس التي أصبحت دورا للإيواء بسبب الفيضانات والسيول في عدد من ولايات السودان على الجهات المعنية ان توفق أوضاعها..والمدارس التي تهدمت بسبب السيول واصبحت غير صالحة للاستخدام على المسؤولين ان يبحثوا عن حلول سريعة..!!
 وعلى  المدارس المستقرة في ولايات السودان  أن تبدأ الدراسة دون إبطاء.
ونحن مع عودة المدارس وبدء  العام الدراسي مهما كانت الظروف.. ولا ضير من التدريس تحت ظل شجرة او في الخلاء، فقد كان هذا حالنا قبل عقود..! ولا تزال جهات عديدة يدرس ابناؤها تحت ظلال الأشجار وظلال الحيطان وفي الهواء الطلق  بلا  مقاعد ولا ادراج ولا سبورة ولا كراسات ولا كتب ..!
ولكن ليس من المقبول ان نتقاعس مع وفرة الإمكانيات او حتى الحد الادنى منها في توفير ما يلزم للمدارس من مقاعد وكنب او ادراج.. والكتاب المدرسي والكراسات  والمدرسين.. و ان تصبح المدرسة مجرد حوش كبير لا فصول  ولا تعليم فيه.
وقد أثارت صور لاحدى مدارس البنين في  منطقة المكايلاب في محلية بربر والتي تضررت وتهدمت بسبب السيول والفيضانات التي آتت على المنطقة كلها.. وأصبحت تعيش كارثة إنسانية مؤلمة.. الصور لتلاميذ خلف حائط متهدم وإمامهم المدرسة مهدمة والسقف على  الارض  وكانها  أشلاء..!!
وقد لخصت الصوز حال المدرسة والدراسة والعام الدراسي الجديد خير تلخيص..!!
وأؤكد ان هناك صورا شبيهة في ولايات الجزيرة والنيل الأزرق وسنار َالنيل الأبيض والقضارف وكسلا.. وغيرها.
لقد سمعنا الكثير من التصريحات الإيجابية أمام ميكروفونات الاذاعة وامام عدسات التلفزيونات عن الاستعدادات للبناء واعادة المناطق المتضررة وتعميرها وعن الاستعدادات للعام الدراسي الجديد.. ولكن الحقيقة غير ذلك.. وما تنقله الكاميرات في حينه غير الواقع المؤلم بعيدا عن عدساتها.!
ليست المباني المدرسية فحسب ولكن هناك إشكاليات كثيرة اخرى تلقي بظلالها على العام الدراسي.. وتبدأ قبل بدء اليوم الدراسي بإفطار التلميذ.. هل لديه إفطار يحمله معه؟ هل لديه بضعة جنيهات يستطيع أن يشتري بها ساندويتش من قرب المدرسة أو داخلها؟ هل يستطيع أن يواصل دراسته دون فطور؟ وهذا ينطبق على التلميذات ايضا!!
هل تمكن أهله من شراء شنطة جديدة له؟ هل عثروا له  شنطة قديمة من الجيران او الأقارب..؟ هل يستطيعون تدبير الكراسات؟ والزي المدرسي؟ وكيف الحال مع الرسوم ومع المدارس الخاصة التي تضاعفت رسومها عشرات المرات..؟
عام دراسي جديد مثقل بالأحزان والتكاليف.. ولكن رحمة الله واسعة.. وصبرا جميلا والله المستعان.