الحرب الروسية الأوكرانية التي ماتزال مشتعلة أظهرت للعالم تاثير هاتين الدولتين المصدرتين الحبوب في العالم.
مع هذه الحرب وضح للعالم كله مشكلة الامن الغذائي العالمي تلوح في الأفق وتصحبها
تداعيات خطيرة في مجال الغذاء بدات بوادرها تظهر بوضوح.
والان أظهرت التوترات الحادة بين الصين وتايوان بوادر ازمة عالمية خطيرة في الرقائق الالكترونية واشياء أخرى.
ولكن ازمة الرقائق وشحها هي ايضا لا تقل تاثيرا في العالم عن ازمة الحبوب .. ذلك ان تايوان هي الدولة الاولى في العالم الاعلى تصديرا للرقائق الإلكترونية او الشرائح الإلكترونية التي باتت تدخل في كل صناعة إلكترونية او تكنولوجية بشكل عام ابتداء من الشاحنات العملاقة الى الهواتف النقالة.
ولكن وضح جليا ان ازمة نقص الرقائق اصابت عالم السيارات وصناعتها اكثر من اي جهة تصنيعية اخرى مع استفحال الازمة.
وكما ذكر في عدد من وسائل الاعلام التي تتابع الأزمة عن كثب ان السيارات تعتمد على الرقائق الالكترونية في كل شيء بدءًا من أقفال الأبواب ونظام المعلومات والترفيه إلى المكابح وأنظمة مساعدة السائق المتقدمة.
وفي ظل غياب الرقائق الالكترونية لا يمكن اكمال صناعة السيارات، بحيث قامت العديد من الشركات بوقف الإنتاج.. علاوة على ذلك، قامت العديد من الشركات بالانتهاء تقريبًا من صناعة العديد من المركبات، ولكنها لم تكملها بسبب نقص الرقائق. كما أثر نقص توفر الرقائق الالكترونية في تأخير إطلاق بعض المركبات الجديدة المتوقعة.. كما ادى الى رفع أسعار السيارات بشكل تدريجي كلما تاخر اكمال صناعة السيارات لعدم توفر الرقائق..!!
وتعود ازمة الرقائق الالكترونية إلى مارس 2020 عندما أجبر وباء كورونا شركات صناعة السيارات على إغلاق المصانع ووقف الطلبات مؤقتًا من الموردين. في الوقت نفسه، واجهت صناعة الإلكترونيات زيادة في الطلب على الهواتف المحمولة وأجهزة التلفزيون وأجهزة الكمبيوتر والألعاب والأجهزة المنزلية من العملاء الذين يلتزمون بطلبات البقاء في المنزل.
وأعاد صانعو الرقائق الالكترونية توجيه إمداداتهم إلى صناعة الإلكترونيات، مما أظهر أيضًا استعدادًا لدفع المزيد مقابل رقائق السيليكون. وعندما عادت صناعة السيارات بشكل أسرع من المتوقع في صيف عام 2020، وجدت أن الرقائق الالكترونية المطلوبة لم تكن متاحة.
علما ان صناعة أبسط الرقائق تستغرق حوالي ثلاثة أشهر.
و يذكر أن صناعة السيارات تمثل 5٪ فقط من صناعة الرقائق.
وهناك جهود حثيثة تقوم بها عدد من الدول الصناعية لحل الازمة وتوفير الرقائق الالكترونية ولكن كل تلك الحلول تحتاج الى بعض الوقت ربما نحو عامين او تزيد لتوفيرها ولو على نطاق محدود في دول بعينها.
وفي العام 2021، التزم موردو الرقائق الالكترونية العالميون بإنفاق حوالي 146 مليار دولار، بزيادة حوالي الثلث عن عام 2020. وتخطط شركة تايوان لتصنيع الرقائق لإنفاق 100 مليار دولار لبناء مصانع رقاقات جديدة خلال السنوات الثلاث المقبلة.
كذلك تشترك تي اس ام سي TSMC وسوني Sony في بناء مصنع جديد في اليابان، لكنها لن تكون جاهزة للإنتاج بالجملة حتى عام 2024. من جهتها تضيف شركة تايوان سميكونديكتور Taiwan Semiconductor أيضًا مصنعًا جديدًا في الولايات المتحدة وتوسع الإنتاج في الصين وفي مصنعها الذي تبلغ تكلفته 12 مليار دولار في أريزونا.
أما شركة سامسونق للإلكترونيات فقد أعلنت أنها ستبني مصنعًا لتصنيع الرقائق بقيمة 17 مليار دولار في تايلور، تكساس، ولكن من غير المتوقع أن يبدأ الإنتاج حتى وقت لاحق في عام 2024. أما شركة Intel Corporation فأيضا تخطط لاستكمال المصانع في الولايات المتحدة وأوروبا خلال العقد المقبل.
وهكذا ستظل الازمة متفاقمة وقد تحدث بعض المفاجآت من كوريا الجنوبية او الصين.
وكما ان العالم يتوقع حل مشكلة نقص الحبوب قريبل.. ينتظر حلولا صناعية لحل ازمة نقص الرقائق.
ازمتان عالميتان ليس لقارتنا الافريقية اي دور يذكر في المساهمة في حلهما..!!
مازلنا على الهامش..!!